الكويت الأقل سعرا في احتساب قيمة الكهرباء والدولة الوحيدة في العالم التي وحدت تكلفة الاحتساب الكهربائي على جميع المرافق بطريقة متساوية وهي 2 فلس الكيلوواط من الكهرباء، وهو ما يكلف الدولة 42 فلسا وتبيعه للمستهلكين بفلسين.
وبالنظر الى ما ننتجه من كهرباء، نجد اننا ننتج 14 ألف ميغاواط من الكهرباء سنويا وبحلول عام 2030 سنحتاج إلى 32 ألف ميغاواط، كما ان الفرد في الكويت يستهلك 500 ليتر من المياه يوميا وهو الأعلى عالميا، وبذلك يصل حجم الدعم بعد إضافة الرواتب وتكاليف قطع الغيار والزيوت إلى 2.8 مليار دينار سنويا.
وهناك تصريحات لمصادر مطلعة في وزارة الكهرباء والماء تقول إن الحمل الأقصى لاستهلاك الكهرباء المتوقع خلال الصيف المقبل 14400 ميغاواط، لافتة إلى أنها تواجه هذا المعدل من الاستهلاك بمعدل انتاج يصل إلى 16700 ميغاواط.
وأشارت الى أن الصيف الماضي 2017، شهد ارتفاعا في الاستهلاك بلغ 14300 في ذروة الاستهلاك في شهر يوليو، وهو ما يعني ان هناك استهلاكا كبيرا للكهرباء بالكويت مقابل عدد السكان البالغ 4.5 ملايين نسمة، وهذا الاستهلاك يكفي دولا فيها أضعاف عدد سكان الكويت، مما يعني ان هناك هدرا وتبذيرا في استهلاك الكهرباء والماء.
ولكن من أين يأتي كل هذا الاستهلاك للكهرباء والماء؟ هل بحثت وزارة الكهرباء والماء ميدانيا ودوريا في مناطق الكويت؟ وهل لديها ضبطية قضائية لمخالفة المستهلكين؟
فقد وردتني على رسائل «الواتساب» الكثير من مخالفات السائقين وخدام البيوت السكنية لرش الماء أمام المنزل أو الغسيل السيارات، وايضا شاهدت بعيني وعلى مدار سنوات مباني حكومية لا يوجد بها موظفون ولا أوقات عمل مسائية ونجد الإنارة والتكييف بها تعمل على مدار الـ 24 ساعة.
فعلى سبيل المثال، دائما ما أمر على مدرسة حكومية وأجد الإضاءة والتكييف تعمل بها مع أنه لا يوجد فيها طلاب ولا موظفون بالمساء، ثم يأتي من يقولون بأنه هناك هدرا في استهلاك الكهرباء، ويتركون مثل هذه المباني الحكومية التي ربما لم تدفع فواتيرها لوزارة الكهرباء والماء من سنوات.
والمشكلة، اننا في الكويت ننجز مشاريع حكومية من مبان وشوارع ومحطات كهرباء ومياه، ما شاء الله، ولكن مشكلتنا ما بعد إنشاء هذه المشاريع والمباني الحكومية هي عدم وجود متابعة وصيانة ورقابة لها من الناحية الإنشائية أو الكهربائية والصحية بعد البدء في استخدامها، وهذه تعتبر هدرا لأموال الدولة التي أنجزت هذه المشاريع والمباني وكلفتها مليارات من الدنانير.
[email protected]
www.kuwaiticonsultant.com