بداية يجب ان نقول اننا ضد أي تمييز بين الكويتيين على أساس فئوي او طائفي او قبلي او مناطقي او مذهبي او حتى بحسب اللون والعرق والديانة وأيضا ربما يتسنى لنا هنا ان نقول نرفض التمييز على أساس اللغة والجنس والطول والعرض والارتفاع والوزن والسن ولون الدشداشة والشماغ والغترة والعقال.
بمعنى اننا ضد أي تمييز بين الكويتيين في زمن أصبحت فيه لغة التمييز بين الكويتيين هي السائدة في هذا المجتمع على الرغم ان الدستور يحرم ويجرم هذا الأمر لكن مع الأسف النفس الطائفي والمناطقي والفئوي اصبحنا الآن نسمع له صوتا مرتفعا لم نسمعه من قبل.
ولهذا حسنا فعل وزير الإعلام الجديد بتحويل المذيع الذي اصبح وكيلا مساعدا في الإعلام الى التحقيق بناء على شكوى بحقه.. وبحسب المعروف فإن الشكوى سببها تصريح الوكيل المذيع بأنه سيقضي على المد القبلي او طوفان البدو في التلفزيون.
وللحقيقة يبدو أن أداء الوزير الجديد سامي النصف سيكون مميزا في وزارة الإعلام، فها هو بعد قضية الشماغ جاء الى قضية البدو واتخذ موقفا ايجابيا نأمل أن يتكلل بالوصول للحقيقة ومحاسبة المخطئ وعقابه أشد عقوبة لأن الأمر يتعلق بأهم قضية في حياتنا وهي الوحدة الوطنية التي ان صلحت صلح أمرنا كله وإن تفرقنا وتشرذمنا وتقوقع كل منا في طائفته فعلى الكويت السلام.
في الحقيقة وان كنا نلمس تميزا في أداء وزير الإعلام، إلا أننا لا نثق بأي حال في هذه الحكومة الجديدة القديمة التي لولا سياستها خلال السنوات الماضية لما كنا وصلنا إلى هذا المنزلق ولما صدر من صاحب منصب كبير كالوكيل المساعد في الإعلام مثل هذا القول المشين.. فالحكومة أتاحت الفرصة لمثل هؤلاء على الطوائف الأخرى بأن يعلنوا صراحة عن كرههم وحقدهم لأبناء البدو والقبائل.
ولكني أريد هنا أن أسأل من يريد أن يوقف المد البدوي في التلفزيون؟ إذا كان هذا توجهك فأين يذهب البدو؟ أليس هؤلاء شريحة من هذا الوطن، بل واكبر شريحة فيه ولهم تأثير كبير عليه؟ أين تريد البدو ان يذهبوا، وهل تريد أن تجلس وحيدا في هذا الصرح الإعلامي الحكومي تتحدث عن نفسك وعن توجهاتك؟ هل تريد ان تقوم بثورة.. ثورة على البدو.. ام ثورة على من؟
عيب وعار عليك ان تحارب أي طائفة او فئة في المجتمع لان هذا البلد لكل من فيه باختلاف فئاتهم. ولن نرضى بأي حال من الأحوال إلا بعقاب هؤلاء الفئويين الطائفيين ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بالوحدة الوطنية. التي هي ملاذنا الأخير والأول في ازدهار بلدنا والعيش في أمن وأمان ورفاهية.
[email protected]