يقام هذه الأيام في سلطنة عمان الاجتماع الخامس والعشرون لأكاديمية العلوم العالمية (twas).. وما قرأته عن هذا الاجتماع انه سيناقش مواضيع مهمة جادة لتطوير العلوم والتكنولوجيا في دول العالم، وكذلك تقديم الجوائز للعلماء من مختلف العالم للبحوث الفائزة في مجالات مختلفة في العلوم.
اللافت في هذا الأمر هو ان د.فايزة الخرافي هي نائبة رئيس هذه المنظمة العالمية للعالم العربي وقد تم انتخابها لفترتين بالإجماع من الجمعية العمومية للمنظمة ومجلس إدارتها.. وهذا ان دل فإنما يدل على مكانة الكويت وعلى تميز د.فايزة عالميا وليس محليا فقط كما قد يظن البعض.
اما الغريب فهو أن الكويت وبما فيها من خبرات وكفاءات متميزة كالدكتورة فايزة لا يسوق لها عالميا بشكل جيد وتظل هذه الأسماء معروفة وتحظى بمكانة خارجية لا تحظى بها في بلدها، وهنا لا أقصد د.فايزة وحدها ولكن كفاءات أخرى كثيرة نقرأ عنها بين الحين والآخر.
لماذا لم يسلط الإعلام المحلي الضوء على هذه المنظمة وتولي د.فايزة منصبا مهما فيها؟ فهذه المنظمة ليست حديثة واجتماعاتها تقام بشكل مستمر وسنوي ومثل هذا الاجتماع يعقد في كل عام بدولة مختلفة لتكثيف المشاركة العلمية عالميا وعقد العام الماض في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس.
أما أكاديمية العلوم العالمية فمقرها في إيطاليا وهدفها العمل على دفع عجلة العلوم والهندسة لتحقيق الازدهار المستدام في الدول النامية وتأسست عام 1983 من قبل مجموعة متميزة من العلماء من العالم النامي ومن يعملون بها يشتركون في الاعتقاد أن الدول النامية من خلال بناء القوة في العلوم والهندسة يمكن بناء المعرفة والمهارات لمواجهة تحديات مثل الجوع والمرض والفقر.
أليست هذه المنظمة تستحق الاحترام والتقدير؟ أليست د.فايزة الخرافي تستحق الشكر والثناء على مجهوداتها السابقة التي قدمتها للكويت وتستحق كل الثناء والتقدير والاحترام من العالم لأنها تقود مثل هذه المنظمة مع علماء أجلاء كل همهم خدمة العالم؟ أليس دعم هذه المنظمة أفضل وأنفع من الأموال التي تهدر على منظمات وهمية وشخصيات هلامية ومنتفعين ومنافقين؟
آن الأوان في الكويت أن نقدر العلم والعلماء حق تقديرهم وأن نسعى إلى دعم المجهودات الشخصية التي ترفع اسم بلدنا عاليا ليس ماديا ولكن أدبيا على الأقل.. آن الأوان أن نقف مع تلك المنظمات التي تهتم بدول العالم النامي دون صخب أو بروباجندا إعلامية.
نعم الكويت مركز إنساني عالمي.. وستظل تحتفظ بهذه المكانة إذا ما طورت من فكرها ولم تقف عند الذي حققناه.. ونأمل من وسائل الإعلام الكويتية أن تسلط الضوء على مثل هذه النجاحات، فنجاح د.الخرافي في الوصول إلى منصب قيادي في هذه المنظمة الإنسانية المهمة فخر لنا جميعا.. شكرا د.فايزة الخرافي.
[email protected]