في هذه الأيام كثرت النزلات المعوية الحادة.. لكن نزلة عن نزلة تختلف في الحدة وفي درجة سخونتها ومعدل حرارتها خصوصا مع ما نعيشه من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وتلوث غير طبيعي في الهواء وانتشار الأوبئة والأمراض المستعصية على أعتى الأطباء وأكثرهم خبرة.
وبعيد الشر عن السامعين والقارئين والمشاهدين نزلة المواطن في هذه الأيام نزلة حادة جدا يصاحبها ترجيع ولوعة كبد جراء اللحوم الفاسدة مصحوبة بإسهال من القرارات وإحمرار في جيب المواطن مع كدمات وصدمات وجروح غائرة.. والله يستر من البقية الباقية.. ويثبت عقولنا ويعافينا من هذه الأمراض التي باتت مستوطنة في المنطقة.
ووسط حالة الفشل التي نمر بها، تطل علينا الحكومة بما يسمى رفع سعر البنزين استكمالا للفشل الحاصل وحتى يكون هذا الفشل مكتملا ومؤثرا بشكل أكبر على المواطن.. ليأتي مجلس الأمة الموقر لينتفض ويستنكر ومن ثم يمتعض وآه من هذه الأخيرة.. (الامتعاض) وهي مرادف لكلمات أخرى استحي من كتابتها هنا.
الحكومة تريد أن تتأسى بحكومات ناجحة ولم تجد لدى تلك الحكومات إلا رفع الدعم عن البنزين، بينما الحكومات الأخرى قبل أن تفعل ذلك وفرت لمواطنيها وحتى المقيمين على أرض بلادها خدمات حقيقية في جميع مناحي الحياة ولهذا لا نستغرب عندما نجد اسعار البنزين محررة في دولة كبريطانيا أو حتى الإمارات الشقيقة.
والغريب أن هناك من يستغفل المواطن ويقول لنا إنهم سيجتمعون مع الحكومة لاستيضاح الأمر فيما يتعلق برفع الدعم عن البنزين وكأنهم لا يعرفون ذلك مسبقا ولا أن الأمر وافقوا عليه مسبقا ولم يتبق سوى «البروباجندا» الإعلامية.
أحب أن أكرر هنا على الجميع وأزيد وأعيد.. رفع الدعم عن البنزين يعني زيادة في كل شيء يا سادة سواء السلع الغذائية أو النقل أو السلع الالكترونية والأجهزة الكهربائية ومواد البناء والإيجارات والعلاج والسكن والتعليم وحتى في الصحة التي نتحمل الكثير من مصاريفها بعد فشل الحكومة في توفير علاج آدمي لنا.
رفع الدعم عن البنزين يرهق جيب المواطن المسكين محدود الداخل الذي يعيش على راتبه الشهري، بينما يعيش الوزراء والنواب على الدعم ويعبئون سياراتهم مجانا بالبنزين وأعتقد أكثر في أمور أخرى.
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض يا أرحم الراحمين.
[email protected]