واحدة من ثلاث مناظرات مقررة بين مرشحي الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب انتهت قبل أيام متجاوزة أعلى نسبة مشاهدة تلفزيونية شهدها العالم على مر السنين وهي 80 مليون مشاهدة، ما يؤكد حقيقة واضحة وهي أن العالم يعيش حالة من القلق وخوفاً من المستقبل، الذي لا شك هو بيد الله تعالى أولا وأخيرا، وسيكون للدول الكبرى وعلى رأسها أميركا ورئيسها الجديد الكثير من التدخل لرسم ملامح العالم الجديد.
ووفقا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها جهات أميركية متعددة فإن كلينتون تفوقت على ترامب وحازت نسبة أكبر من أصوات المترددين الذين لم يكونوا قد حسموا أمرهم بعد بين ترامب وكلينتون.. قيل إنها نسبة معقولة ولكنها بأي حال ليست أغلبية مطلقة تريح كلينتون وتجعلها تعمل على إلغاء المواجهتين المقبلتين قبل أن تجهز على ترامب كليا.
التوقعات مازالت مترددة بين الاثنين وتنشر على استحياء وليست مؤكدة، والجولتان المقبلتان لا يمكن توقع ماذا يحدث فيهما ومن سينتصر، بل من الذي سيفوز في النهاية بالجلوس على عرش أعظم دولة في التاريخ حتى الآن كما يقول عنها البعض.
موضوعات متنوعة دارت في المناظرة بين ترامب وكلينتون أبرزها الشؤون الخارجية وما يتعلق بالاتفاق النووي الايراني، وكذلك الامور الاقتصادية والضرائب وأحوال الفقراء والمرأة مرورا ببعض القضايا الأخرى ليطرح المرشحان أفكارهما ورؤيتيهما ولا مانع من تبادل الاتهامات والمقاطعة من حين لآخر.
هيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية وزوجة الرئيس السابق بدت خبرتها واضحة التي اكتسبتها على مر السنين كزوجة رئيس سابق وكوزيرة للخارجية في عهد الرئيس الحالي، وكواحدة من أكثر ساسة العالم معرفة واطلاعا وصاحبة علاقات واسعة مع قادة العالم على اختلاف مدارسهم السياسية.
دونالد ترامب رجل الأعمال المخضرم والملياردير البارز تفوق في رؤيته الاقتصادية، وكان لافتا في آرائه حول الاقتصاد الأميركي الذي يمر بوعكات وأزمات بين فترة وأخرى بسبب سياسات القابعين في البيت الأبيض حاليا، وأما على الصعيد السياسي الخارجي فآراؤه حادة وعنيفة ولكنها في النهاية واضحة.
من يفوز هيلاري أم دونالد؟ من يدخل البيت الأبيض بعد أسابيع قليلة متوجا زعيما وقائدا للدولة العظمى الأكبر في العالم؟ من يرسم سياسة العالم في السنوات الأربع المقبلة؟ مازالت هناك مواجهتان.. وهناك صناديق اقتراع ربما أيضا تخالف التوقعات بعد استكمال باقي المناظرات.
أميركا على مفترق الطرق.. والعالم أيضا.. ما بين الجمهوريين ترامب والديمقراطيين كلينتون.. في انتظار ساعة الحسم التي يترقبها اكثر من سبعة مليارات إنسان على وجه الأرض.. فمن يفوز؟!
يبقى السؤال: من الأفضل لنا نحن العرب والمسلمين.. ترامب الذي يتوعدنا بتصريحاته النارية ومنعه دخولنا إلى الولايات المتحدة على اعتبار أننا إرهابيون.. وبكل صراحة ووضوح، أم كلينتون التي ترحب بنا علنا وتكيد لنا في الخفاء وكانت سببا جوهريا في ما يحدث في عالمنا العربي حاليا من حروب ومعارك وفتن وصراعات؟! من هو الأفضل لنا؟ وهل كان باراك أوباما الرئيس الأسود الذي له ارتباط بالإسلام بشكل أو بآخر فعلا عند حسن ظننا؟ أم أنه سيودع فترته الرئاسية الثانية وهو من أكثر رؤساء أميركا الذين عملوا ضد العرب والمسلمين وحتى السود أنفسهم؟
فلنترقب المناظرتين المقبلتين، لعلنا نفهم شيئا، ونصل إلى شيء يكون حقيقيا ويتحقق في المستقبل.
[email protected]