تابعنا جميعا خلال الأيام الماضية وبذهول خبر القبض على ممثل يتاجر في المخدرات المعروفة بالكميكال، والتي هي حسب ما نسمع أشد فتكا بخلايا المخ وتدمر حياة الإنسان تماما.. كما سمعنا قبلها عن القبض على عصابات وأفراد يتاجرون بالمخدرات ويأتون بها من الخارج لترويجها بين أفراد المجتمع الكويتي بكل شرائحه.
وللحقيقة، وإن كنت أشد على يد رجال الداخلية في همتهم ونشاطهم ومهارتهم في اصطياد هذه الجرذان الموبوءة التي تشيع المرض وتنشر العدوى بين أهل الكويت، إلا أنني أتساءل كما كثيرون غيري: لماذا زادت هذه الظاهرة وانتشرت حتى ان القبض على مروجي المخدرات بات خبرا يوميا لا تخلو صحيفة ولا موقع على الإنترنت من مثله من الأخبار؟!
كثيرون من أبناء البلد دائما ما يلقون باللوم على العمالة الوافدة، وأنها من جلبت لنا هذه الآفة، فماذا يا ترى عن ذلك الممثل ومن قبله الضابط وغيره وغيره من الكويتيين؟ وهل هؤلاء ما كانوا لهم ان يتاجروا بالمخدرات لو كان البلد خاويا من الوافدين؟!
المشكلة- يا سادة- عامة، وتنال الجميع، من وافدين ومواطنين وحتى العابرين سريعا لهذه الأرض، ولذلك لابد من دراسة المشكلة بشكل علمي والوقوف على أسبابها بكل حيادية وبنظرة عقلانية منطقية دون مواربة ودون أن ندفن رؤوسنا في الرمال ونعلق المشكلة على شماعة التركيبة السكانية وغيرها.
وفي رأيي أن المشكلة القانونية وتنفيذ الأحكام هما أكبر خلل في هذه القضية التي باتت تهدد كل بيت على هذه الأرض، فمن غير المعقول أن تظل القوانين على هذه الحالة ولا تكون رادعا حقيقيا لكل من تسول له نفسه المتاجرة بصحة أبنائنا وترويج هذه الآفة التي لها مسميات كثيرة لا أعرف من أين أتوا بها أو ما نوعياتها!
ليس من المعقول أن معظم قضايا المخدرات تنتهي بالبراءة لأسباب متنوعة أبرزها الخطأ في الإجراءات أو عدم تطابق أقوال المتهمين أو انكارهم.. كما ليس من المعقول ألا تنفذ أحكام الإعدام سريعا في هؤلاء المجرمين الذين تجرأوا على المتاجرة بأرواح الأبرياء والإيقاع بهم في شرك التعاطي.
المشكلة أيضا في الأسرة التي لم تهتم بشبابها ولم تجد لهم المتنفس الملائم لقضاء أوقات الفراغ ولم تحسن تربيتهم وعوّدتهم على حياة الترف والاستهتار والرعونة في كل شيء بما فيها الرعونة في التعامل مع مثل هذه المواد الخطرة على الحياة.
المشكلة في الحكومة التي لم تدرس أسباب انتشار الظاهرة والعمل على القضاء عليها أو على الأقل الحد منها ومع الأسف الظاهرة في نمو وبزيادة سريعة أخشى أن تصل لتكون مشكلة في كل بيت.
لست من المتشائمين دائما، لكن كلي أمل في أن يقوم كل مسؤول بواجبه وأن يعمل هؤلاء على دراسة الظاهرة وطرح الحلول وتنفيذها، كما أدعو كل رب أسرة وكل أم الى الانتباه والحرص على الأبناء وفتح قنوات حوار معهم وحل مشاكلهم أولا بأول.
اللهم احفظنا من خطر هذه الآفة، واحفظ شبابنا من كل مكروه، وأدم علينا الأمن والأمان في بلدنا الغالي الكويت.
[email protected]