حلت هذه الأيام ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله تعالى والدنا وأميرنا وتاج رؤوسنا المغفور له بإذن الله، سمو الشيخ جابر الأحمد، أمير القلوب والأفئدة رحمه الله.. جابر الخير.. صاحب اليد البيضاء والعطاء اللامحدود.. ذلك الرجل الذي أحب بلده وشعبه بصدق فقدم كل ما لديه بإخلاص وعشق لهذه الأرض الطيبة وهذا الشعب الطيب.
ولا شك أننا في الكويت، وكما نعيش حاليا في عهد قائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أياما مميزة، عشنا أياما لا تنسى في عهد المغفور له الشيخ جابر الأحمد.. أياما سادت فيها المحبة والعطاء بين الجميع.. أيام خير بحق.. كانت فيها الكويت منارة ودانة متلألئة بين شقيقاتها في دول المنطقة كلها.. كنا فيها أصحاب الريادة والسبق.. كانت يد الخير ممتدة إلى الجميع.. كان المواطن فيها يشعر بتلك اليد الحانية التي تحتضنه لتخفف عنه الآلام والأوجاع.
عشنا في عهد والدنا بابا جابر أياما شعرنا فيها بالدفء الأسري والعائلي.. تشعر وكأن لك ظهرا يحميك ويدافع عنك في كل الشدائد والمحن.. كان المواطن يجد من يحنو عليه ويحتضنه وكأنما يهمس في أذنه.. «لا تخف نحن معك بعد الله عز وجل».
في عهد الشيخ جابر رحمه الله عشنا أفظع الايام وأروع الايام.. أيام الغزو وضياع البلد ولكنها كانت أحلى الأيام فلم تضع الهوية وكانت الأيادي كلها تصطف جنبا إلى جنب لإعادة وطننا من جديد من يد الظلم والبطش.. وعاد إلينا بلدنا بالحب بيننا والتفاني والإيثار وإنكار الذات، الكل يتدافع للذود عن الكويت التي أعطتنا الكثير ومازالت تعطينا.
الشيخ جابر رحمه الله علمنا الكثير الكثير من العدل والمساواة وأن الظلم لن يبقى أبدا وأن الشمس لابد لها أن تعود لتدحر ظلام الليل بالصبر والحكمة والعطاء والمحبة.
وكما يعيش الكويتيون حاليا أحد أميز عصورهم في كنف سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح فإن معظم أبناء الكويت المعاصرين يعرفون من هو الشيخ جابر.. وكيف لا وهم عاشوا في كنف حكمه سنوات طوالا شاهدوا بأم أعينهم كيف أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. وكيف أن من جد وجد ومن زرع حصد.. وكيف أن الصبر مفتاح الفرج.. وكيف أن أعمال الخير تدوم ويكافئ الله عليها في الدنيا أيضا والآخرة.
في عهد الشيخ جابر عهد الخير والحكمة تعرضنا للخيانة من الجار ولكن لأن جابر الخير موجود عادت الكويت من جديد بعد أن توحدت دول العالم من أجل استعادتها في مشهد لم يحدث من قبل ولم يتكرر من بعد.
في عهد الشيخ جابر ما كان هناك مكان للظلم وكان العدل هو الأساس للحكم وكانت المحبة عنوانا عريضا يسود بين الجميع.. ليظل الشيخ جابر رحمه الله أميرا استثنائيا في زمن استثنائي جاء إلى سدة الحكم ورحل ولكنه سيظل دوما في القلوب رغم مرور السنوات على رحيله.. رحمك الله يا أمير القلوب رحمة واسعة.. وأمد الله في عمر أميرنا الحالي الشيخ صباح الأحمد الصباح حكيم الأمة العربية الذي يقود السفينة وسط مناخ عاصف وأمواج متلاطمة بحكمة واقتدار وثقة.
[email protected]