هناك تسعة أخطاء إذا قامت بها أي دولة في العالم فاعلم بخرابها، واعلم انها الى نهاية حتمية، استطاع أحد الكتاب واسمه بليك هاونسيل ان يشخّص ويضع هذه النقاط التسع التي ضاع بها نظام الرئيس السابق لمصر، ولعل من المناسب ان نضع هذه الأخطاء التسعة ونحاول التعليق عليها لما لها من أهمية كبرى في حياة الشعوب والأمم.. ولعل من المناسب إن تجد هذه الأخطاء التسعة من يفكر فيها بعمق ورؤية وبفهم عميق، فمعظم الدول التي سقطت والمرشحة للسقوط لابد ان تجد واحدا من هذه الأخطاء التسعة واقعا بها بدرجة أو بأخرى، ونضع لك عزيزي القارئ هذه الأخطاء التسعة مع التعليق المناسب عليها ونذكرها الآن بشكل سريع.
٭ أولا: الإخفاق في توزيع الثروة.
٭ ثانيا: السماح بانتشار الفساد.
٭ ثالثا: غياب الرؤية.
٭ رابعا: إصلاحات فاترة.
٭ خامسا: توريث السلطة.
٭ سادسا: سوء تقييم قدرة الشعب (الناشطين).
٭ سابعا: المبالغة في المناورة السياسية (المخادعة).
٭ ثامنا: القمع بطرق مستفزة (بلطجية).
٭ تاسعا: الاعتداء على المقربين والمحسوبين.
وهنا لاحظ دقة اختيار الأسباب، وهي والله قمة في الفهم، في العمق، أما الأول، فحدث ولا حرج فما أن ترى لدى إحدى الدول الثروة المناسبة إلا وترى سوء التوزيع ما يجعل الغل يكبر ويكبر مع الأيام حتى ليصبح ثابتا في لسان الصغير قبل الكبير، فعلى سبيل المثال، في مصر هناك إخفاق واضح في توزيع ثروة الاقتصاد المصري الذي نما بقدر محترم لكن معظم المصريين لا يشعرون بأنهم حصلوا على نصيبهم العادل من تلك الثروة، وبدلا من ذلك كانوا يشاهدون رجال الأعمال الأثرياء يقيمون صلات وروابط مع الحزب الحاكم ويسرقون ثروات وخيرات البلاد؟!
لهذا فمن المهم على كل دولة ان تعيد تقييم وضع المواطن، وهل هناك خلل في معيشته أم ان الأوضاع سليمة؟ وما أكثر ما نعرف من دول عربية تملك السلطة فيها الثروات لكن شعوبها تعيش على حد الفقر بنسب كبيرة.. تتجاوز في بعضها 60% أو أكثر من ذلك، فهل هذا عدل أو عقل أو نزاهة أو شرف في إبقاء اناس قيد الفقر وحرمان وعوز دائم والآخرين في عز ومنعة، وهذه النقطة ـ الاخفاق في توزيع الثروة ـ عنصر مهم، فأكثر الشعوب تشاهد خيرات بلادها التي يستمتع بها قلة هنا وهناك وهم صامتون والفقر والحاجة تدلهم على طرق أخرى تهلك الحرث والنسل.. مخدرات.. زنا.. رشاوى.. سرقات..الخ.
أما الثاني: السماح بانتشار الفساد ليتغلغل في الحياة وهو ما جعل من المستحيل على أي شخص في البلاد العربية تحقيق حياة نزيهة حيث لا يمكن إنجاز أي شيء دون تقديم رشوة أو بالواسطة وتفشي الاختلاس.. وهذه نقطة وللأسف نراها واضحة في بعض بلادنا هنا وهناك، وبعض السلطات بأجهزتها تقف موقف المتفرج على مواطن الخلل وهي تعلم تماما مواطن الفساد وبؤره وتستطيع محقه تماما كما تفعل بعض الدول المتقدمة التي تعرف متى تهاجم ومتى تطبق القانون واغلب شرائح المجتمع تعرف تماما ان القانون لن يحابي أحدا، أما نحن في بلادنا وللأسف فسنجد بعض أصحاب النفوذ يتغلغلون بالفساد دون ان يجدوا من يوقفهم عند حدهم.. لهذا فأي بلد يكون الفساد منتشرا فيه عليك رفع الإنذار بدرجة عالية حتى تسلم سفينة المجتمع ولا تغرق بمن فيها.. وفي المقالات القادمة بمشيئة الله سنكمل بقية الأخطاء التسعة القاتلة لأي أمة لا تنتبه ولا تعي ما هي عليه.. والله الهادي.