عندما تختلط الأمور وتختلط الاهتمامات وتختلط الأولويات يصبح الإنسان في بعض الأحيان أو قل اغلب وقته حيران! لا يعرف من أي طريق يسلك أو أي مسار يختار؟ الحيرة غالبة والأهواء مسيطرة والدنيا تسير ولكن عند الله كل شيء بمقدار.
مات البنغالي في منزله او قل في مغارته أو قل في خربته أو قل في وكره أو قل في مخزنه، كل الألفاظ متساوية، فمن يسكن منطقة الجليب فهو في عداد الموتي أو في عداد المفقودين.. لن أبالغ إن قلت إن الجليب أو منطقة جليب الشيوخ منطقة عزاب من الدرجة الأولى، كل شيء فيها يحكي حال التخطيط والعمارة ودونية النظر إلى الإنسان. مات البنغالي وكان يتوقع أن يعيش في أمان وسلام وخير وعافية يحصل له الرزق ويرسل جزءا منه إلى عائلته التي تنتظر التحويل الشهري، مات بسبب الإهمال!
مات بسبب قلة الوعي من المالك ومن الرقابة من الجهات ذات الاختصاص، مات وقد وهو نائم في غرف عزاب ينقصها الكثير والكثير من أساسيات الأمن وأساسيات الأمان! مات وكاد أن يموت معه عشرة من بلده!
مات وحديث الروح تشتكي الى الله، كيف أعود جسدا بلا روح؟!
منطقة الجليب تشتكي إلى الله من الإهمال، تشتكي إلى الله من عدم اهتمام المجلس البلدي بها.
قالوا لنا ننتظر المدينة العمالية في منطقة الصليبية قلنا خيرا، تم بناء بعض العمارات ثم يبدو أن المشروع توقف والعمارات ستكون أطلالا بعد سنة من الآن!
قالوا ستكون مدينة كبري والمشروع كبير، وتمت تسميته «المثلث الذهبي»، فأين المثلث الذهبي؟! ذهب مع الريح.
الله الله الله بالبشر، ارحموا الضعيف ليبارك الله للغني.
مات البنغالي وأصحاب المصالح نائمون، لا هَمّ لهم سوى «هل من مزيد»!
إلهي خالقي، إنني أبرأ من دم البنغالي الذي لم تحترم آدميته في بلادي.
وأسألك العفو للجميع، فمنهم مجتهد ولا حول له ولا قوة الا بالله، ومنهم من لا يعرف أين الطريق ومنهم يعرف لكن هواه غلبه، فما عاد يبحث عن الحق!
رحم الله البنغالي الذي مات ونسأل الله الشفاء للجرحي وعددهم عشرة وان يعودوا إلى سكنهم الذي لا تتوافر فيه أسس الحياة الكريمة!
ومنا إلى من يهمه الأمر، والله الهادي إلى الخير.