المصاخة في اللغة العامية تعني زيادة في ثقل الدم، وزيادة في المبالغة في شيء لا يستحق المبالغة! والمصاخة داء والعقل والحكمة دواء ومن يحترم نفسه يحترم الناس ويحترم العقول!
أقول هذا الكلام بعد أن نقرأ ونسمع ونشاهد من يبالغ في ردود الفعل على أمور لا ينبغي المبالغة فيها والطعن في النوايا والذمم!
فهناك من يطعن في ذمم الآخرين وكأن الآخرين لا عهد لهم ولا ذمة ولا مخافة الله، وهناك من تخصص في الطعن المباشر في جمعيات ومؤسسات ويعتمد هدم أركانها والنيل منها ونفهم بشكل أكيد لو كان الكلام لتصحيح مسار، فهذا حق ولا بأس به لكن أن يكون الكلام والطعن لمجرد أنك تكره الطرف الآخر وتوجه له سيل الاتهامات بشكل مبالغ فيه فهذه بالفعل «مصاخة» ولعل من الغريب أن هؤلاء إذا واجهته بالحقائق وجدته خاليا خاويا لا حجة عنده ولا بيان ولا أدلة تثبت ما يقول!
خذ عندك التهجم على العمل الخيري وبالأخص ما يتعلق بالجمعيات الكبرى التي مضى على إنشائها أكثر من نصف قرن!
ثم يأتي من يتهم بشكل سافر وإذا تمت مقاضاته ورفع قضية عليه بدأ بالعويل والصياح وأصبح بطلا قوميا لمن هم من شاكلته!
اليوم يا سادة يا كرام العمل الإنساني والخيري عبر كل الجمعيات والمنظمات الأهلية والحكومية اصبح ناضجا بشكل مميز له بعض السلبيات لكنها سلبيات لا تغطي العطاء والبذل والتفاني في البذل والخير طلبا لإرضاء الخالق وخدمة للإنسان أينما كان!
والعجب من هذا البعض الذي يسلط سهام التشكيك وفكر المؤامرة وتوجيه التهم حينما ترغب فقط لمجرد استفسار عن بعض الجمعيات والهيئات وبعض الأفراد ممن يحق لهم تسلم الأموال لشريحة معينة من المجتمع تراه كمن يحكي انتفاخا صولة الأسد يطيش غضبا وانفعالا ويعتبر أن السؤال تهمة بالغة، ويعتبرها من الخطوط الحمراء!
أقول لهؤلاء المشككين: تعالوا نكشف الأوراق بكل شفافية ونعرف من أين وإلى أين؟!
ثم نضع المشانق والسجون لكل متجاوز إن شئتم، ما أقوله ليس كلاما عابرا لكنه كلام متعمد لمن يطعن ويلمز ويهزأ بكل جهود الخير وأهل الخير ورجال ونساء الخير، كفى توجيها للتهم والجميع يعرف حدوده، فالتقويم مطلوب والتوجيه واجب والاتهام بلا بينة مرفوض.. وبلا مصاخة.
[email protected]