عندما يموت احد الناس وانت لا تعرفه ربما تترحم عليه وأثر وفاته لا تتجاوز درجة متدنية من التأثر وحينما يموت الأقرب فالأقرب فانك بلا شك تشعر بالحزن والكآبة وربما تدمع العين ويحزن القلب وهكذا هي الحياه؟ وسبحان ربي حينما رحل سعود الورع عن هذه الدنيا تأملت شيئا غريبا وعجيبا، وهو كيف ان هذا الإنسان له قبول في الأرض؟ وقد تتعجب من هذا الاستنتاج؟
أقول ان سعود الورع خرج عبر احدى القنوات بأسلوب عفوي عنيف ناقد متمرد، لكنك إذا رأيت وجهه عبر الشاشة ترى صفاء غريبا في نفسه، رحمه الله، وترى فيه مسحة من إيمان وترى في وجهه نورا بأشعة خافتة.
كنت أتابع برامجه وأشعر بانه يتكلم من وراء قلبه، وقلبه مفعم بخير كثير وجمال عفوي وكنت بالفعل أرى كل ردود الفعل التي يقوم فيها كأنها مرحلة عابرة من حياته؟ سعود الورع لا اعرفه ولم ألقه في أي منشط ثقافي أو أدبي أو غيره إنما شاهدته عبر الشاشات الفضائية، أعود وأقول ان أمثال سعود الورع يجب ان تحتذى.
نعم لكن مع التهذيب والترتيب، وان يعرف كل انسان ان له رسالة في الحياة، وان عمره أقصر مما يعتقد، لن يعمر أحد، ولن تدوم لنا الحياة، لهذا كم أعجبني، رحمه الله، حينما علم بمرضه، ذهب الى مولاه مسرعا، وكأنه يقول (وعجلت إليك رب لترضي) هذه هي النظرة الحقيقية للحياة، كن لله، وفي الله، وفي كل ما يرضي الله، لن ينفعك جاه ولا سلطان ولا مال، انتهى كل شيء.
ورحل سعود ذو الوجه الأنور إلى رحمة الله، وكم أنا سعيد حينما عرفت أن سعود من ثمار الصحوة، فقلت هنيئا بحياة أساسها خير وختامها خير.
نم قرير العين يا سعود، ولن تكون بإذن الله ممن يقول يومها (يا ليتني كنت ترابا).