في الصين وعند القصر العظيم شاهدت آلاف الناس تغدو وتروح صباحا مع البكور وتعود في المساء حركة كبيرة وطوابير الانتظار لأخذ تذكرة دخول القصر تأخذ منك تقريبا ربع ساعة! المكان يعج بالسياح من كل العالم قصر مشيد وبه غرف مبنية وبه تشكيلة من العجائب ما بين إبداع العمارة آنذاك وعمران البشر وعقول جل من صنعها، تذكرت وأنا أتجول بهذا القصر العظيم مع صديقنا الصيني عبدالرحمن تذكرت أولئك البشر في تلك السنين الغابرة الذين شيدوا وعمروا ثم عاشوا سنوات ثم رحلوا! وبقيت الذكريات! القصر سحر من الجمال ولون من الإبداع المعماري ولك أن تتصور المعارض المصاحبة للقصر تراث جميل لكل من سكن القصر عجائب لا توصف للملك في تلك السنوات الغابرة ألف زوجة!
كل يوم استعراض للحرس كل يوم بلا مبالغة الملاحق في القصر حجمها كبير وتتسع لعدد كبير من الخدم والحشم، عمر القصر ألفا سنة وما زال العمران متماسكا وباقيا، ما دامت الصيانة دائمة للقصر لا تستطيع إنهاء مشاهدات كل شيء فيه بتمعن حتى إن صاحبنا عبدالرحمن الصيني ينقل لنا أن التجوال بلا تجن ولا مبالغة يحتاج الى ثلاثة أيام من الصباح حتى المساء!
أنصح من يذهب إلى الصين بزيارة القصر في المنطقة المحرمة، عموما لا أعرف لماذا ربطت القصر والحركة فيه بمنطقة جليب الشيوخ تلك المنطقة التي أسميها المنطقة المحرمة! فهي أشبه بذلك القصر العظيم من حيث تفاصيلها الكبرى، وتنوع الحضارات بها.
فأنت أمام خليط من الفساد والضياع والأوساخ في تلك المنطقة ولا تكاد يطوف يوم الا وانت تقرأ عن جريمة بها أو وكر دعارة أو سرب من الفئران واحتمال تفشي أمراض بقاطني تلك المنطقة وفي الصباح نشرب الشاي من أيدي العمالة القاطنة بها!
شاهدنا في منطقة «كبد» عمارات تشيد ولها أكثر من سنة، وستدمر من الهجران لها ويقال إنها مدينة عمال جديدة، هل ننتظر الوباء الكبير حتى تتحرك الجهات ذات الصلة لإنهاء مشكلات منطقة جليب الشيوخ وتوفير البديل؟ أتمنى ذلك.
وحتى يمكننا مشاهدة منطقة الحرير تشابه في جمالها وعمرانها المنطقة المحرمة بالصين، ومتى ذلك؟ الله اعلم.