عبدالله الشنفا
من اسباب العزوف عن مهنة التعليم: وقفت معك اخي القارئ عند اولى عقبات مهنة التعليم وهي تعدد المسؤولين المباشرين، فيصبح المعلم كطاقم السفينة التي يمسك بدفتها «أربعة» ربابنة! والمطلوب منه ارضاؤهم تبعا لمزاج وطلبات كل واحد منهم!
ثم لنتعمق قليلا للواقع داخل اسوار «السجن التعليمي» ذي الاسوار العالية والبوابات الحديدية التي تفصل كل قسم عن الاخر! فبالله عليكم هل هذه بيئة جاذبة يالله من فضلك! ام تعدد المناشط الرياضية بالمدرسة؟ ام مرافق وخدمات المدرسة «اللي السجن المركزي - وللاسف - مغطى ومكيف يعني بارد! بالكامل ولا يتأثرون بالمناخ الكويتي ذي الاجواء 4 × 1»! يا اخي يا الوكيل المساعد للصيانة مدارسنا صارت اماكن تنفر الكبار قبل الصغار الذين لم يفتأوا تخرجوا في رياض الاطفال مساكين يحسبون كل مدرسة تشابه جمال الروضة! يا حبيبي يا ابني.
ثم الساعات الخمس ونصف الساعة التي يعيشها المعلم والطالب في هذا الانشراح والجو الطارد المجرد من ابسط وسائل التسلية فكيف بالله عليكم سيقضي وقته؟ ما عنده الا حصة الرسم الروتينية او حصة الالعاب اللي راح تتلذذ الساحات الاسفلتية بإدماء ركب ابنائنا لان الاسفلت مخصص لسير السيارات وليس للعب كرة القدم! والله حرااااام، لان الصالة - في بعض المدارس - تعبان عليها السيد الناظر «طبعا اسمها صالة العاب، مووو» والمخصصة لاستقبالات الضيوف من المنطقة التعليمية وقص الشريط ..الخ، ويمنع اللعب فيها! ليش غرف الادارة ومرافقها مضرب الامثال في النظافة والجمال، بينما صفوف ابنائنا التلاميذ والمعلمين كأنها غرف عزاب! من ناحية العدد، والنظافة، والاثاث، وحالة الجدران؟ ليس يا ديرتي شنو ناقصنا عن غيرنا! ليش كل الناس للامام سر، واحنا مكانك قف! كل الدول تحاول تتطور مع قلة الامكانيات واحنا مع هالفوائض مكانك راوح، اذن ماذا اعددنا للغد؟
اسألكم بالله اسألوا ابناءنا وبناتنا عن حالة الكراسي والطاولات التي يقضون فيها ساعات الدوام وما هو مكتوب عليها وعن رداءة صنعها، اقسم بالله لقد كانت طاولتي في الصف كمدرس وطاولات احبائي التلاميذ مكسورة! واين المنحة التي تكرم بها صاحب السمو لتأثيث المدارس؟ لما التأخير فيها؟ واللا عندما اتابع برنامجا تلفزيونيا ويعرض فيه شكل المدرسة من داخل «اقول هذي لو عندنا يقلبونها صالة افراح»!
كراسي مريحة مبان ذات تنسيق مدروس، الوان متناسقة يدخل بها اختيار اللون ذي التأثير النفسي على الشخص وهذا الآن علم يدرس، ولا المكتبات وتنوع ما فيها وتصميمها المخصص لغذاء العقل مو مكتباتنا بالمدارس اللي اكثرها قصص ميكي ماوس قد تغير لون الغلاف من القدم او ماجد اللي يمكن العاملون فيها ما يقرأونها وسنة الاصدار السبعينيات والثمانينات، وتخلو من القصص التي تحاكي عقلية طفل اليوم وبلورة قيمه واهدافه، ليش المطابع توقفت عن الطباعة بعد هذا الوقت ام ماذا؟!
فللأسف يدار التعليم وتصاغ المناهج ويفكر بعقلية الستينيات والسبعينيات في عصر 2008!
ثم ما الغاية من تدريس الموسيقى التي تجد اغلب التلاميذ لديهم مشاكل من مدرسيها، والغرف المخصصة لها يالله من فضلك، فنحن في امس الحاجة «لمادة» تعزز روح المواطنة لدى هذا الجيل وتغرس فيه اهمية المحافظة على هويته وعلى الممتلكات العامة وليس بالضرورة قطف ثمارها بين يوم وليلة ولكن سنجني الثمر لان الانسان كائن يكتسب العلم والمعرفة وان طالت المدة، لان «التفا، تيفي، تا، تا، ما توكل خبز!» خلوها اختياري وراح توشفون الاقبال عليها سيكون منقطع النظير! والله الموفق.