عبدالله الشنفا
لا تستغرب عزيزي القارئ فهذه المعادلة الحسابية ليست خاطئة او جديدة في علم الرياضيات وقوانينه، بل هي متأصلة في قواميس وزارتنا العجوز..! وزارة التربية والتطفيش، لأن هذه الارقام الذهبية هي ما تمخض عنه الجبل فولد فأرا.. كيف؟ من المعلوم في علم الادارة ان الاعمال الممتازة هي محصلة طبيعية يستحقها الموظف في اي من درجاته الوظيفية ذات الهيكل التنظيمي، بل ان بعض المحلات تكافئ من يزيد ارباحها او يكون متفانيا في عمله لأنها بذلك تحفز غيره على السير مثله فينتشر التنافس الشريف بما يخدم العمل، ولكن في وزارتنا العجوز ذات المقولة المحبطة «انا وبس والباقي..!» أحست اخيرا ان هؤلاء - الجامعيين الكادحين الذين لم يطالبوا بمميزات كغيرهم - يستحقون ان «ندلعهم ماليا» فبدأ العزف على سيمفونية الاعمال الممتازة من شهر مايو الماضي وبدأت هيئة الافتاء في وزارة التربية بالتصريحات النارية المفرحة بأن الخير قادم.. ولابد لليل ان ينجلي! وان الكشوفات تتجهز، وكلما زادت وتيرة - الاستجواب الفاشل - زادت معها التصريحات المدغدغة لأحلام اخواني واساتذتي المعلمين والمعلمات حتى جاء يوم الصعود على المنصة - المفروشة بالورد كمنصة الأفراح! فخرجت الكشوف تلامس فرحة المنتظرين ويقرؤها القاصي والداني وتكون كالقنبلة المدوية «تزوير واضافة اسماء غير موجودة ولا تستحق» بل ان احد الاصدقاء من - المحاربين القدامى - قد انتقل من التربية الى وزارة اخرى سنة 1997 ووجد اسمه ضمن الكشوف «والله فيك الخير يا عين عذاري ذكرت البعيد ونسيت القريب!».
ثم بعد نشوة النصر والانتصار على - المنصة سابقة الذكر! - يصدر الامر السامي بتنقيح الكشوف ويعاد نشرها بالجرائد وعلى الملأ ويستبشر بها اخواني المعلمون والمعلمات لأنها كالوسام على صدورهم والتكريم المعنوي لهم امام الاهل ومن حولهم بأنني - اي المعلم - كنت متفانيا في عملي واجتهدت ونلت التكريم، وفي صباح احد الايام التي لا تسر الصديق! تنزل كشوف اخرى ويستبعد منها الكثير من المعلمين الذين حصلوا على تقدير امتياز..! لماذا لأنهم لم يحصلوا على تقدير يفوق 94% يا سلام! بالله عليك يا من - وضعت هذه الكشوف - الظالمة الجائرة هل تستحق انت تقدير يفوق 94% وما الدور الخارق الذي تقوم به يوميا غير قص الاشرطة في المناسبات وتذوق انواع الحلويات والانبساط بمشاهدة ابتسامات الآخرين ليس لك ولكن لمنصبك؟ وكأنني انظر لحالك يوم ان - تستقيل او تقال - من منصبك لتشاهد الشعور الحقيقي تجاهك «هذا اذا لقيت من يصبح عليك»! ثم ما السر في هذه الكشوف التي لو كتبت على قطعة من الصخر وبالخط المسماري لأنجزت منذ مدة؟ ولكنها الحقيقة المرة بأن المعلم.. لا بواكي له!
وأما جمعيته - الميتة اكلينيكيا - فلو ظهر ان اعضاءها من ضمن الكشوف فلكل حادثة.. حديث! وكم تبلغ المكافآت 200 دينار! يا اخي اتقوا الله فيهم، جميع الوزارات تكافئ الجامعيين بما لا يقل عن 450 دينارا إلا هذه الوزارة العجوز! ونصيحتي لإخواني المعلمين بإظهار قدراتهم البهلوانية لعلهم ينالون الرضا من (4 مسؤولين) مثل شرح الدرس مع الوقوف على رجل واحدة او قراءة الدروس وهو مغمض العينين! او يقدم الحلويات الفاخرة والاستجابة - بأقصى سرعة - للتوجيهات السامية من اي مسؤول حتى يعلم - المتخصص في قص الاشرطة - انك مبدع وتستحق التقدير يا..... معلمي.
ورد خطأ مطبعي غير مقصود في مقالي السابق بعنوان «مدرس هارب - 3» في الفقرة الاخيرة منه، حيث جاء فيها «انه لو كانت الموسيقى مادة اختيارية لكان الاقبال عليها منقطع النظير» والصحيح هو «انه لو كانت الموسيقى مادة اختيارية لكان العزوف عنها منقطع النظير».