عبدالله الشنفا
قد تستغرب عزيزي القارئ من هذا العنوان غير المألوف، ولكنني لم أجد ما يطابق واقع أحوال - ديناصورات - وزارتنا العجوز الا هذا المثل المصري! لأنه يطابق الواقع تماما، فتعال معي لكي تعرف التفاصيل وأنت الحكم! - فجّرت - إحدى المسؤولات الكبيرات في وزارة التربية قنبلة من العيار الثقيل ويدخل ضمن البهرجة الاعلامية او بالعامية (قرقعة فناجيل وما من قهوة)! عندما قالت وبالحرف «حاسوب لكل تلميذ ولاب توب لكل معلم»، انتهى الخبر القنبلة!
ليس عيبا ان تكون لدينا اجهزة حاسوب لتطوير التعليم وتوظيف هذه الاجهزة لإيصال المعلومة لأبنائنا الطلبة والطالبات وبما يتماشى مع متطلبات العصر، ولكن، الكذب، ثم الكذب، ثم الكذب واستغفال واقع المدارس المزري، كراسي مكسورة وطاولات أقسم برب العزة تقف على 3 أرجل! وتكييف عطلان ودورات مياه ومرافق لا يمكن ان تكون إلا في «موزامبيق» وليس في كويت العز والنفط! وإذا فرضنا جدلا ان الفصل الواحد به 28 تلميذا والكمبيوتر ستشتريه الوزارة بمبلغ 160 دينارا «ده عشم إبليس في الجنة» أن يكون بهذا السعر في وزارتنا العجوز! يعني 4000 دينار للفصل الواحد! ومتوسط المدارس بها 22 فصلا، وعليك الحساب!
فليس من الخطأ تحديث وتطوير المدارس بهذه الأجهزة، ولكن من الخطأ ان ننسى الأصل وهي المدارس بيئة التلقي الجاذبة وينصب الاهتمام على الوسائل المعينة، كمن يدخل مناسبة كبيرة ويلبس في يده ساعة رولكس براقة تسر الناظرين ولكنه يلبس ملابس رثة وبالية قد طبعت الأيام بصماتها عليها، فهل يقال عنه ما شاء الله عليك والله كشخه؟!
فهذا هو حال المدارس مع هذا الاقتراح لأن من أقر هذا الاقتراح عينه عوراء! يا أخي عدل المدارس وأصبغ الفصول بهذه الـ 4000 دينار وطور المكتبة ثم لك الحق بالانتقال لعصر الفضاء! ثم ألم تمنع الوزارة الوجبات الصحية التي كانت تغذي الأبدان؟! ثم تريدنا ان نصدقها في تنمية العقول! وليعلم اخي القارئ ان هذا الاقتراح هو نتاج السفرات السياحية التي تمت لمسؤولي الوزارة لمشاهدة كيف نجح التعليم في الشرق والغرب ولم ترق لهم الا فكرة اللاب توب!
يا ناس ألا يوجد عضو مجلس أمة ابناؤه لايزالون في المدارس الحكومية يتبنى التعليم وتكون شغله الشاغل، والله ان الأحوال ستنصلح من العين الحمراء لأنها لغة مفهومة وليست مكتوبة، ويعري هؤلاء المسؤولين الذين لو كانوا في مدرسة خاصة بالجليب، حدهم يصيرون مشرفي أجنحة! فكيف بهم مسؤولون متسلطون.
رحمة بتاج رؤوسنا المعلمين والمعلمات - ألا يجدر بنا ان نحس بالمعلم كإنسان ومرب يستحق ان يبدي رأيه ويثري الحوار لأنه هو «وحده» فارس الميدان، وإلا انت يا - صاحب المقص الذهبي - منشغل بتوافه الأمور، كمبيوتر ولاب توب، اعطوهم شنطة فيها كشاكيل وأقلام تنفعهم!
ثم تعال معي اخي القارئ - الحكم - ألا تذكر في مقالتي السابقة عندما ذكرت لك ان كل معلم مشغول بعمله حتى خارج المدرسة بل مغلوب على امره في التصحيح وقت الاختبارات بلا مقابل، بينما اي موظف آخر يعمل ولو ساعة خارج اوقات الدوام الرسمية يكون المبدأ: الحسابة بتحسب!
واقرأ معي تصريح وكيل وزارة التربية في الصحف امس عن دورة محو امية الكمبيوتر للمعلمين والمعلمات بعد عملهم المرهق صباحا (يعني مو أكل وشاي وجرائد)، ومتى من الساعة الـ5 عصرا الى الساعة الـ8 مساء وبلا مقابل، بل من يتخلف عن الدورة سيخصم من راتبه! بينما المشرفون على هذه الدورات يتقاضون الاجور كبدل إضافي! من أنت حتى تهددهم بالخصم وتخالف قرار الخدمة المدنية!
ألم أقل لكم ان جمعيتكم - ميتة اكلينيكيا - وهي عليكم مو معاكم! آآآآآآه، لو كانت قيادات الجمعية هي قيادات نقابة البترول لكانوا أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بل أجبروا - القطع الأثرية التي تقبع على أنفاس الوزارة - على الخروج من الباب الخلفي منذ زمن!
أخي المعلم، أختي المعلمة قاطع، ثم قاطع، ثم قاطع هذه الدورة ليس كرها في العلم ولكن لتعلم الوزارة انكم موجودون وأصواتكم مسموعة واياكم ان تختبروا قوتي، ولله در من قال:
أنا كالماء إن رضيت صفاء.. وإن غضبت كنت لهيبا