عبدالله الشنفا
الأوطان هي الكيان، وبدونها لا طعم للحياة لأنها ولأجلها سطرت التضحيات، ويتبارى الجميع على اختلاف الناس والدوافع لنصرة الوطن، بل إن الاحتلال على مر العصور لم يندحر الا لأن الناس لا تقبل ان يدير شؤونها غيرهم، ولماذا نضرب الأمثال وننسى الثاني من اغسطس 1990 - لا أعاده الله علينا - كيف تبارى الصـــــغير قبل الكبير لتقديم شيء ولو القليل لتراب هذا الوطن، فهل أرض الكويت كانت جــــــامدة لا تحـــــس بمن يضــــــحي من اجلها حينما كان يعمل بأي وظيفة تخــــــدم المجتمع؟ لا وألف لا! فما قدمه أهلنا أهل الكويت مثال ونموذج يحتذى به، فهـــــــي كالأم الحنون التي جبلها الله على فعل الخير وغرس في قلبها حب أبنائها صغارا والشوق اليهم ومشاركتهم في أفراحهم كبارا.
ثم من واقع العيش في المجال التعليمي أشاهد الجيل الحالي من الصف الأول الابتدائي الى الصف التاسع المتوسط - في الغالب - مفرغا من القيم الوطنية تائها عن مشاعر الحب للوطن، بل لو سألتهم كيف تعبر عن حبك لوطنك، لسمعت أجمل العبارات، ولرأيت ابشع الأفعال أقلها العبث بالممتلكات العامة! أهذه هي الوطنية التي ننشدها بعد 17 سنة من الاحتلال العراقي البغيض؟!
ومتى نستيقظ من هذا السبات العميق! مادة التربية الاسلامية فرغت من محتواها الغني بإيجاد المواطن الصالح لأنه مستمد من أطهر ما يمكن ان نصلح به الناس، قال الله تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير - الملك: 14) فخالق هذه النفس قد أوجد ما ينفعها، يا ناس مللنا التكرار والحشو في المناهج والدرس يعاد ضمن الكتاب أكثر من مرة، ولكن بأسماء مختلفة؟ أين الجزء الخاص بالتفسير؟ أين جزء السيرة التي جعلتنا نعرف الصحابة رضوان الله عليهم وشجاعة خالد وصدق ايمان الصديق أبوبكر رضي الله عنهم أجمعين؟ وأسماء زوجات النبي ( صلى الله عليه وسلم )؟ أليسوا هم النموذج الذي أصلح وهذب من كان قبلنا؟ أليس من حق بناتنا ان يتعرفن على قريناتهن الأوليات اللاتي سطرن أروع الأمثلة ليس لأنهن نساء فقط، بل لأن تمسكهن بدينهن زادهن رفعة وسموا؟ ما بال قومي تركوا هذا المعلم يجتهد وقد يصيب وقد يخطئ - كل حسب حبه لوطنه ولأبنائه المتعلمين - ولم يوفروا له الفضاء الواسع من تاريخنا الاسلامي العظيم لكي يبحر به ويغوص في أعماقه مستخرجا ياقوته ومرجانه؟!
ولله درك يا حافظ ابراهيم عندما قلت:
انا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟!
وللحديث بقية أخي القارئ، فأنت الحكم.