عبدالله الشنفا
من المعروف ان الله تعالى كتب الصحة والجنون والعافية والاعاقة على من يشاء من عباده ابتلاء لهم واختبارا لمن حولهم، فالكل عبد لله تعالى وهو وحده المتصرف فيهم سبحانه بما شاء، وحديثي اليوم هو بلسان أهالي من ابتلاهم الله بأولاد بهم اعاقة (متلازمة داون، الطفل المغولي) بمعنى انه طفل استثنائي سيغير مجرى حياة الأسرة فهو بحاجة للرعاية أكثر من غيره - وقد تزيد أو تنقص - من حالة لأخرى، كما ان الوالدين عليهما التسليم بقضاء الله وقدره امتثالا لقول الله عز وجل (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون - البقر: 216).
وكويت الخير والعطف والعطاء قدمت الكثير من التسهيلات لهذه الفئة ولكنها في قالب جاد كالصخر بل ان الصخور تنحت وتشكل حسب ما نريد الا الكثير من القوانين المرتبطة بالمساعدات المادية لهذه الفئة، فمن المعلوم ان التشخيص الطبي والرؤية بالعين المجردة يدلان على الحالة، والمفروض انها قد عرفت منذ الولادة ويجب مساعدة الأهل ماديا لتحمل تكاليف «اعالة» هذه الفئة التي هي بحاجة ماسة لكثير من التسهيلات فهل يعقل ان يطلب من والد أو ولي أمر المعاق - المغولي - ان يقوم بتجديد الأوراق سنويا.
وهل نرضى بأن تكون هذه الفئة مدعاة لـ «المرمطة» والمرور على عدة وزارات مثل «العدل، التجارة، التأمينات الاجتماعية، ثم دور الرعاية في وزارة الشؤون»، لتقديم هذه الأوراق لوزارة الشؤون وما فائدة الكمبيوتر الذي احدث ثورة في العالم لتسهيل الأمور؟ وما الغاية من وجود مشروع الحكومة الالكترونية اذان؟
وهل من المستساغ ان تكون رخصة السواقة التي مدتها 10 أفضل من هذا المخلوق الضعيف أو ولي أمره الذي يراد منه العذاب والمشقة لتوفير الحياة الكريمة لهذا المعاق سنويا.
ثم لماذا لا تقوم الوزارة مع وجود جيش من البطالة المقنعة من النساء اللاتي لو دخلت عليهن لوجدت أكياس البضائع المخصصة للبيع تدار في المكاتب بدل معاملات خلق الله، او لماذا لا يقوم بعض المخلصين بإيجاد آلية عمل ناجحة - وما أكثرها لو أردنا - لتوفير الجهد والوقت وصيانة كرامة أولياء الأمور وعدم تهديدهم - كما يحدثني بمرارة أحد أولياء أمور هذه الفئة - بايقاف مساعدتها المالية فمن هذه الموظفة حتى تقول مثل هذا الكلام، ومن سمح لها بذلك؟!
وأنا أطالب المصلحين في وزارة الشؤون - وما أكثرهم - بحل هذه المعضلة وتحسين لغة التخاطب مع هذه الفئة من المنطلق الديني والاحساس الوطني بعظم الخدمات التي نقدمها (ليس الآن بل بعد التطوير).
كما أرجو من أولياء الأمور التحرك الجاد ولو بالكلمة للمديرين لعل الله يوصل ما نريد ليعم النفع، فإن التطور ليس شعارا يكتب بل هو مجموعة وسائل يلمس المواطن العادي ايجابياتها في تبسيط الاجراءات الادارية، وللعلم اخي القارئ فإن الدول المتقدمة تقاس بمدى احترامها وتقديم التسهيلات لها، ورأينا بالأمس كيف استشعر السادة الوزراء وبعض المسؤولين المعاناة عندما شاركوا اخواننا المعاقين في السير بالكراسي المتحركة، وكيف انهم يعانون من عدم قيام الدولة بوضعهم على لائحة الفئات المستحقة لنوع من الخدمات الخاصة التي لهم كل الحق في الحصول عليها، ويكفيهم فخرا انهم الأوائل في الجانب الرياضي، ولهم اسهامات في رفع اسم الكويت عاليا في المحافل الدولية فكيف بأبنائنا المعاقين ذهنيا لماذا لا نحس بهم؟!
أخي الوزير، أخي المدير، أخي النائب، كم من الدعوات ستنالها ان كان لك اسهامات مفيدة لهذه الفئة ونحن بانتظارك فهل من مجيب؟!