عبدالله الشنفا
كم أثلجت الصدر تلك الوقفة التي لا تنسى من معالي وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد من الأحداث الأخيرة وتعامله معها بحكمة وشفافية، لأن «الأمن والأمان» هما من الصفات الرئيسية لدولة الكويت منذ نشأتها، بل ان الآباء يفتخرون - وهذا ما سمعته وعايشته - بهاتين الصفتين اللتين ميزتا الكويت من غيرها، وعلى رأس هذا الأمر رجل الأمن الذي هو مضرب المثل والقدوة للأخلاق النبيلة للكبير قبل الصغير.
ولكن جاء زمن (صنعناه بأنفسنا) قلت فيه هيبة رجل الأمن في نفوس كثير من المواطنين، بل تعدى ذلك الى المقيمين.
فما يمر يوم الا والقلب تعتصره لوعة وتتبعها غصة من زعزعة هيبة اخواننا وصمام الأمان (رجال الأمن) ولولا الله تعالى ثم تلك العيون الساهرة لما أغمض لنا جفن ولا ارتدع طائش عن غيه.
فهل الهيبة تكون في الشدة؟ وهل تكون بالافراط في استخدام القوة أيضا؟ اذن ما هي الهيبة؟
هي علاقة تقدير وفهم لحقوقك وحقوق الآخرين، وهي انزال الناس منازلهم، والعلم المسبق بما يناله المخطئ المستهتر على ما يفعله، والا فبالله عليكم لماذا نحرص على تطبيق هذه الأمور عندما نتخطى حدود دولة الكويت؟ لأننا نشاهد احترام القانون وتطبيقه على الناس - كما هو ظاهر - فيفرض علينا هذا الانطباع احترامه، بل ترتعد الفرائص فلا ترتكب الأخطاء، فهل فهمت عزيزي القارئ ويا أخي رجل القانون معنى الهيبة؟
وهل من التقدير لرجل الأمن ان يكون للانجاز الذي يقوم به «ألف والد»، وعندما يخطئ - كما هي طبيعة عمل البشر - التبرؤ منه بل الاشارة له باصابع الاتهام! فما فائدة الجسد بلا أطراف؟! ولماذا نكون نحن أول من يجرمه حتى قبل الاستماع للقضاء؟! وهل نرجو الاخلاص بعد ذلك؟!
ولكن الأمل معقود بك يا صاحب القلب الكبير بالوقوف المعنوي مع أبنائك العسكريين، بالاستماع لهم، وانصاف المظلوم منهم، وتشجيعهم كما تفعل كلمة الوالد مع ابنائه، مع ترجمتها على أرض الواقع، ومن أجمل ما قيل من العبارات «اعمل على ان يحبك الناس عندما تغادر المنصب، كما يحبونك عندما تتسلمه»، وليس بغريب عليك يا معالي الوزير، وللحديث بقية.