عبدالله الشنفا
لا تستغرب عزيزي القارئ من هذا العنوان فقد سمعنا عن المساكن العشوائية أو العشوائيات في مصر وتوابعها الكارثية على قاطنيها، ولكن ما تعانيه محافظة الفروانية العكس، فهنا نجد عشوائية التخطيط الحكومي على أتعس أصوله حيث إن الرؤية الحكومية «اللي يبيلها نظارات طبية» كررت الخطأ القاتل بحشر جميع الهيئات الحكومية والتجارية والمعالم الحضارية في العاصمة القديمة ـ داخل السور ـ وعندما أرادت التوسع نقلتها إلى أقصى نقطة يمكن للمسؤولين زيارتها وهي جزء من محافظة الفروانية قسائم تجارية ضخمة تستغل كمخازن للشركات، ستاد جابر الدولي والمعهد التجاري بنين وبنات، منطقتان حرفيتان.. يعني الشويخ مستقبلا، 5 مدارس خاصة ذات كثافة عالية في منطقة الرقعي فقط، رئاسة الحرس الوطني، جامعة الشدادية (للأجياااااال القادمة)...إلخ... إلخ...إلخ.
والمصيبة أن كل هذه المنشآت محصورة بين الدائريين الخامس والسادس وفي دائرة لا يتعدى قطرها 8 كيلومتر واحد، ما ذنب القاطنين في هذه المناطق؟ أين دور العقول في المجلس البلدي؟ شنو الكويت بس هني وغيرها تابعة لدول الجوار؟ أليست هذه المنطقة واحتياجاتها وشؤونها من مسؤولية الدولة وأجهزتها وخططها العريقة أين أنتم يا ـ أعضاء الدائرة ـ التي عددهم يساوي أصابعنا العشرة، أين وعودكم الانتخابية (وبعد كم يوم راح يكررون حديثهم الانتخابي السابق) ألا تعنيكم أهمية التوزيع الجغرافي للمصالح الحكومية لخدمة أكبر قدر ممكن المجتمع، أم أن المصفاة الرابعة فقط هي قضية كويتية والباقي سهود ومهود؟! سيذكرني قومي إذا جد جدهم... وعند كثرة الازدحامات يفتقد العقل (مع الاعتذار لعنترة بن شداد).
لقد أصبح أهل المنطقة يكرهون الخروج بسبب الاختناقات المرورية صباح مساء، بل ان أقل حادث مروري يسبب ازدحاما أكثر من طوابير جوازات السالمي والنويصيب وقت الربيع والفقع!
بقعة ضوء:
بعد أن ضاع أملنا في المجلس البلدي ومجلس التخطيط الأعلى وغيره من الهيئات التي «تسمن الغير» ولكنها لا تغنينا من جوع أو تبني مطالبنا من قبل أعضاء مجلسنا الموقر، جاء دور شحذ همة الجهود الشعبية وأهل المنطقة للمطالبة بوقف هذا الزحف غير المنظم على هذه المناطق المنكوبة، ترى مع مرور الوقت سيبدلون أفرع الجمعيات بأقسام للوزارات من باب تسهيل وتبسيط الوصول للهيئات الحكومية لأن الجماعة ما يقال عليهم!