عبدالله الشنفا
لقد بكينا حتى جفت دموعنا، وشاهدنا حتى تبلدنا! وأردنا التحرك ولكن فوجئنا بأننا أقعدنا قسرا.
والله حرام هذا الظلم، فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما فلا تظالموا» ولن ينفعنا اليوم البحث عن أسباب مسيرتنا لحبل المشنقة الصهيونية، فأسبابها معلومة لكل عاقل، ولكن ما باليد من حيلة، ودع عنك شعارات المظاهرات التي ينفس السائرون بها عن همومهم ولا يعني ذلك أن المحرك الأساسي هو حرقة الدين.
فالسائرون في هذه المظاهرات لكل منهم ما يدفعه ـ كأصحاب القبور ـ فربما يتجاور المؤمن خالص الإيمان مع من أفنى حياته متكبرا ومعاندا لربه فهم قد قدموا ما عملوا لهذه الحياة إما خيرا أو شرا، وقديما قالوا إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع، فلماذا العنتريات وحرق الأعلام والاشتباك مع الشرطة (بني جلدتنا وليس الجيش الصهيوني).
القلوب تنبض متسارعة من هول ما نراه في فلسطين الحبيبة ـ وليس حماس ـ لأنهم مسلمون كما فجعنا بإخواننا في البوسنة والهرسك والشيشان وكان ولايزال في كشمير الهندية المسلمة وغيرها كثير.
أصلح نفسك أولا أخي المسلم فوالله إن ساعة النصر قادمة ولكن متى؟ عند ملك الملوك موعدها، فهل صليت لله تعالى ثم رفعت يدك مبتهلا للجبار العزيز العليم أن ينصر هذا الدين ويصلح حكام العرب؟ وانتقلت بهمتك للعمل بجد واجتهاد خدمة لبلدك الذي لم يبخل عليك، «فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
وآمالنا معلقة على نفض غبار الذل والمهانة التي يعيشها المسلمون الآن كما حصل لأسلافنا عندما جثم المغول على ديار المسلمين وكيف أنهم أسالوا دماءهم في سكك المدن حتى المنابر تبكي وهي عيدان! فلنقرأ التاريخ لنتعلم كيف حولنا الذل الى عزة والهزيمة الى نصر، إنه الإيمان فهو مخلص الشعوب من عبودية الذنوب إلى عزة الإيمان.
وأرجو أن تستمعوا إلى سلسلة التاريخ الإسلامي للكاتب في الزميلة «الوطن» د.أحمد الدعيج الذي سهر الليالي في جمعها.
وصوت مؤذن الأقصى يهيب بنا أغيثوني
وآلاف مـــن الأســـــرى وآلاف المســـاجــــين
بقعة ضوء:
العرب هم معقل الإسلام وهم أهل الشيمة والنجدة والنخوة ونحن نأمل من الله أن يجمع كلمتهم على الحق وأن يحقن دماء المسلمين في كل مكان، وكفانا البحث عن كيفية تضميد الجراح بل لابد من جمع الصف وتوحيد الكلمة لمنع تكرار هذا الحدث كما قال الأستاذ عمرو موسى، إن عملية السلام قد ماتت منذ شهور ولابد من العمل على مبدأ.. خذ وهات.