عبدالله الشنفا
يروى ان قوما تشاركوا في ركوب احدى السفن ويظهر ان الرحلة لم تكن بـ «القصيرة»، فاتخذ بعضهم اعلى السفينة والبعض الآخر اسفل السفينة، وكما هو معلوم ان كثرة عدد الافراد يعني تعدد الطباع والثقافة والرأي واختلاف الامزجة بل وحب الخير فيما بينهم، ومن حسن الحظ ان ربان السفينة ذو حنكة ودراية ولكثرة ما عايش من هيجان البحر اكتسب من الخبرة والدراية ما جعل الآخرين يجلّونه ويؤمنون بمشورته واحترام آرائه في احلك الظروف.
لكن بوادر التمرد بدأت من ركاب اسفل السفينة عندما ارادوا ان «يخرقوا» بدنها ليحصلوا على الماء، فانتبه قائد السفينة لاولئك النفر وسارع بايقافهم لأن هذا الفعل وان كان ظاهره صحيحا الا ان عواقبه وخيمة وهو «الغرق والهلاك للجميع».
وهذا هو حال مجلسنا السابق وما صاحبه من احتقان سياسي وذلك التجاذب والتناحر لاتفه الاسباب، واستخدام كامل طاقة «الحنجرة» في اظهار العنتريات والتكسب السياسي غير المشروع على حساب منطق العقل والحكمة، ولك ان تتخيل عزيزي القارئ مدى الاسفاف في الطرح وعواقبه التي جعلت اهل الحكمة ينسون مسؤولياتهم ويندفعون للعمل كـ «اطفائيين» لاخماد الحرائق التي توقد لاتفه الاسباب.
فأحدهم يريد توزيع الفوائض المالية واسقاط القروض (على الكل) وبلا عدل وكأنه صاحب مطعم اراد توزيع ما تبقى لديه من طعام على جميع المارة، وآخر يلقي التهم على غيره بأنهم لصوص ومتنفعون، وله الحق وحده في تشريع القوانين وكيفية تطبيقها، ويا بخت الكويت فيه، وما اكثر من يريد الناطور دون العنب، وقس على ذلك كثير من اصحاب.. والكويت لنا وحدنا.
هل هؤلاء هم نواب الامة ام ركاب اسفل السفينة؟ واين دور اطياف المجتمع سواء كان معلما يجتهد في بناء الفرد الكويتي من خلال مدرسته او مهندسا قلبه يحترق على نهضة الكويت او كان شيخ دين مشفقا على وطنه وامته فالانظار تتجه لهم ليرفعوا السراب الذي سينشره هواة «التأزيم وجمع الطوابع»، ولا بد لنا من تطبيق العلاج الذي وصاهم به.. ربان سفينتهم.
بقعة ضوء:
زمن السكون قد ولى اخي المواطن، ولا بد لك من وقفة مع النواب السابقين، والصراحة مُرة والنفس تكرهها كالدواء لكن من منا يستطيع العيش مع المرض بلا دواء؟