عبدالله الشنفا
خطت الكويت خطوة للأمام ممسكة بزمام المبادرة بتوعية وحماية المجتمع ولو بالقانون بأهمية الفحص الإلزامي لنواة المجتمع الأولى ونعني بها المقبلين على الزواج من الجنسين، ولأن الله قد امتن على عباده بوجود الوسائل الطبية العلمية التي تساعدهم على كشف كوامن ما يحويه الجسم من جينات وخصائص تتوافق مع ما يناسبها في كلا الطرفين، ولكنها تنقلب إلى ألغام سرعان ما تنفجر مع أول صيحة لمولودهما إذا تعارضت فصيلة دم الوالدين الحبيبين لأنهما سيرزقان بطفل مصاب بمرض ما.
وأسوق هنا قصة تعتبر مأساة حقيقية لعائلتين كريمتين، حيث هناك شقيقان متزوجان من شقيقتين، ومأساتهم هي إصابة طفلين من كلتا الأسرتين بسرطان الدم ـ أعاذنا الله وإياكم منه ـ وأسأل الله العظيم أن يلهم هاتين الأسرتين الصبر والثبات، وهم يكابدون ذبول فلذتي أكبادهم أمام نواظرهم، ولأن كل يوم يمر من حياة هذين الولدين تقابله حرقة ولوعة من قبل والديهما، لأن الحب لهما يزداد مع ازدياد المرض، والعبرات أصدق من العبارات، والسبب زواج الأقارب مع أنني استلطف هذا النوع من الزواج. ولكن في المقابل نرجو من القائمين على هذا البرنامج الوطني الحرص على خصوصية هذا النوع من النتائج بسبب اتصالها بمستقبل زواج كلا الطرفين، ومن المعلوم أن عامة الناس ليسوا على اطلاع بمدلولات نتائج هذه التحاليل، فالحذر الحذر من كشف أو تسهيل وصول هذه المعلومات لكل من هب ودب، ولابد من عمل قاعدة معلومات تزيد أهمية حمايتها عن أسرارنا العسكرية المفضوحة أصلا، لأن هذه المعلومات الطبية مؤشر بياني على صحة المجتمع ومدى تغير ظروفه الصحية على مرور السنين مستقبلا.
بقعة ضوء: «المزوج بالسما» كلمة جميلة يسمعها كل من تبحث عن عروس من الوالدات والجدات وتعني أن الزواج مقدر ومكتوب إذا أخذنا بالأسباب وأنصح المعاريس بصلاة الاستخارة عامة وللزواج خاصة، فما خاب من استخار الخالق وشاور المخلوقين. وبالمبارك مقدما للعروسين.
[email protected]