بداية يلزم التوضيح أن لقب وزير الذي سيرد في الأسطر المقبله يقصد به وزير الإعلام ما لم يصاحب اللقب اسم يشير لوزير آخر، حيث مهما ذكرنا من كلمات تسبق اسمه لن ترقى لإعجاب الوزير طالما قلت عن سطرين كاملين من مفردات التبجيل والتفخيم لمعاليه، وحرصا على استغلال الأسطر في سرد الموضوع.
فقد كنت ممن حضروا جلسة استجواب الوزير لسماع ردوده على محاور الاستجواب كوني على يقين بأن الوزير لم يشرّف مبنى وزارة الإعلام بزيارة معاليه إلا أياما معدودة منذ توليه حقيبة الإعلام، وكانت ردوده الإنشائية السطحية على موضوع عدم تطبيق القانون دليلا قاطعا على إدارة وزارة الإعلام عبر وزارة النفط، ولا علم لديه بما يدور في أروقة وزارة الإعلام إلا من خلال بعض وسائل الاتصال، وفي هذا لا يختلف معي إلا من أشار لهم الوزير في مقابلة سابقة له والتي منعها رئيس مجلس الأمة من البث خلال الاستجواب.
ما ســــبق كان متوقعا إلا أن المفاجأة التي طرحــــها الـــــوزير خلال ردوده على محاور الاستجواب كانت لجوؤه إلى سنة جديدة خلال المناقشة، وبالطبع لم أقصد استعانته بأجهزة «الأوتكيو» التي تتيـــح له قراءة النص المكتوب مسبقا للردود على مقدم الاستجواب في محاولة الظهـــــور بمظهر الواثق والتي كانت سبب تشبيهه بمذيع نشرة الأخبار حسب تعليق أحد أعضاء المجلس، بل إن السنة التي حاول الوزير سنها في استجوابه هي إقحام أسرة آل الصباح في ردوده على المحاور.
ولا يوجد تفسير لما قام به الوزير من الزجّ بالأسرة خلال ردوده والتذكير بأنه ينتمي لتلك الأسرة الكريمة التي لا نملك إلا أن نكن لها كل التقدير والاحترام إلا محاولة الالتفاف على المحاور، أو اعتقاده بأن انتماءه للأسرة دليل بطلان ادعاءات مقدم الاستجواب.
أما الأخطر من هذا وذاك أن يكون الوزير أراد أن يتملص من إدانته بالتخاذل والتهاون وعدم تطبيق القانون كما ادعى بعض النواب عبر إيهام الشارع بأن الوزراء من الأسرة دائما ما يكونون مستهدفين، في محاوله أخرى منه للالتفاف على محاور الاستجواب ولفت الأنظار لمحور بعيد يكسب من خلاله التأييد والتعاطف من قبل البعض، ممكن أن تكون تلك معادلة ناجحة حسب حساباته الخاصة، خصوصا أنه يعلم ما لا نــــعلمه عن الحسابات والأسعار والأرقام، كما ذكر في نفس المــــقابلة المشار لها أعلاه... مصيبة لو كان ذلك سبب اقتناع رئيس الحكومة بأداء الوزير خلال الاستجواب.. «يارب لأ».
فلنفرض جدلا أن الوزير كونه من الأسرة فالعين عليه، هذا بحد ذاته مؤشر على مكانة الأسرة في قلوب المواطنين، حيث لا نقبل إلا أن يكون الوزير الشيخ قدوة ومثالا يحتذى في تحمل المسؤولية ورقي الأداء والقيام بالمهام المنوطة به على أكمل وجه دون أن يشوب أداءه أي قصور، فإذا كان كبرياء الوزير يجعله يغفل تلك النقطة وجب علينا تذكيره بها، وتذكير الفداوية أيضا بأن استجواب الوزير الشيخ المقصر في أداء مهامه يعتبر مستحقا مرتين، مرة كونه من الأسرة الكريمة والثانية لتقصيره، حيث لا يقبل أي مواطن كويتي بتشويه صورة أبناء الأسرة حتى وإن كان الفاعل أحد أبنائها.
[email protected]