بالبحث عن أصل كلمة براعة في قاموس مختار الصحاح نجد المعنى التالي(ب ر ع) برع الرجل أي فاق أصحابه في العلم وغيره فهو بارع. وبإسقاط التعريف السابق على أداء الحكومة عندنا نجد أن هناك توافقا قد يكون سطحيا جدا لدرجة تلاقي المصطلحات فقط، أو عميقا لدرجة الحذافير، ولتحليل الوضع ومعرفة مدى تطابق التعريف والواقع يجب علينا مصارحة الذات وعدم تناول مسكنات آلام وأوجاع الواقع، ومما لاشك فيه أن الحكومة كيان يتصف بصفة منسوبيه أو أغلبهم.
ففي الكويت نجد أن هناك موظفين في جميع مستويات الهيكل الإداري من الأدنى للأعلى وبالعكس لديهم من البراعة ما يكفي لوضع أسمائهم في كل صفحات موسوعة الأرقام القياسية (غينيس)، ناهيك عن العاملين في الوزارات السيادية في الدولة، ما يعكس براعة إدارات الدولة ككل، فلا يوجد قطاع حكومي إلا وتجد البراعة مستفحلة فيه، وهذا ما عايشناه في السنوات الماضية.
وللبراعة أوجه عدة تجلت في أداء وممارسات ومساومات حكومتنا الرشيدة، وبذكر المساومات يجب ألا نغفل أن مهارة المفاوضات والمساومات صفة وموهبة لا يتمتع بها الكثير من الأشخاص حول العالم أو في الكويت، خصوصا براعة مثل براعة المساومات الحكومية على خلفية الاستجوابات حسب ادعاءات البعض وتأكيد الأغلبية، فتكون مساومات علنية تارة وخفية تارة أخرى.
ومن الحنكة والذكاء أن توكل مهمة التفاوض لشخص يتمتع بمستوى عال من المهارة في التفاوض خصوصا إذا كان في وجه المدفع كما شاع التعبير، وأن يعرف ذلك الشخص متى وكيف ولماذا يقدم التنازلات، ومتى توافرت فيه تلك الصفات سمي ديبلوماسيا على الأرجح، لكن لله الحمد أن هناك مؤشرات تدل على تمتع حكومتنا بديبلوماسية احترافية تتخطى الحد الأدنى من الديبلوماسية المطلوبة، فاستحقت حكومتنا المبجلة بكل جدارة المركز الأول في البراعة. كونها لا تجد لبراعتها منافسين، تكشف لنا الصدفة وحدها منقطع النظير بين مؤسسات الدولة على رفع اسم الكويت في المحافل الدولية، وتتجلى تلك المنافسة في تصدر الكويت سنوات عديدة ومتتالية لمراكز متقدمة في قائمة الفساد الإداري بين دول العالم حسب إحصائية المنظمة المعنية برصد مواطن الفساد في الدول حول العالم، في حين تسببت الديبلوماسية المزعومة لحكومتنا برفع رأسنا ورأس الكويت وقت إعلان الكويت دولة تحتل المراتب الأخيرة في قائمة الدول التي تتمتع بالشفافية. وبمراجعة الشواهد والدلالات على ديبلوماسية حكومتنا لا نملك إلا الاعتراف بأن حكومتنا الحالية هي الأكثر براعة في الأداء على مر العصور.
عرّف معجم مختار الصحاح البراعة على أنها المهارة، إلا أن للبراعة معنى مغاير في لهجتنا الكويتية الغالية على قلوبنا. لذا اقتضى التنويه.
[email protected]