أصدر وزير الإعلام المصري أنس الفقي قرارا بإحالة إحدى حلقات برنامج حواري شهير إلى لجنة تقييم الأداء الإعلامي طالبا تقييم الحلقة ورصد ملابساتها، كما طلب الفقي تشكيل لجنة تحقيق وتزويده بتقرير مفصل لرصد التجاوزات التي أدت الى الإساءة لمشاهدي البرنامج وتحديد المسؤولين عـــــن تلك الــــتجاوزات، وأكد الفقي تصــــديه لكل القنوات والبرامج التي تسعى لتحقيق سبق البطولات الزائفة لشخصيات تافهة على حساب الذوق والرأي العام، وأمر الفقي بمنع تكرار مثل تلك التجاوزات مستقبلا وإيقاف أي برامج أو قنوات هابطة ويجب أن يضع المسؤولون عن تلك القنوات سمو الرسالة الإعلامية نصب أعينهم وإعلاء القيم وتجاهل الحصول على سبق الإعلام والإعلان على حساب قيم المجتمع.
كان هذا التصرف الذي اتخذه وزير الإعلام في مصر إثر بث حلقة حوارية خرج فيها الحوار بين الضيوف عن حدود الآداب العامة ما أدى إلى جرح الذوق العام، أليس الذوق العام وعدم التجريح وسمو الرسالة الإعلامية ومراعاة الآداب العامة والمحافظة على قيم المجتمع وعدم السماح بتجريح الأشخاص عبر وسائل الإعلام المختلفة والكثير من المبادئ والأخلاقيات نتشاركها مع المجتمع المصري؟ إذن لماذا نجد ردا وفعلا من الوزير هناك بينما لا نرى سوى «سكبة» الوزير هنا؟ هل الوزير في مصر يعمل ويعرف يسيطر على وزارته وعندنا بس يكشخ و«ينفس»؟ هل اتخاذ إجراءات صارمة وملموسة من قبل الوزير المصري هو لإحساسه بالمسؤولية واستشعار خطورة ترك الحبل على الغارب لكل «ساقط ولاقط» لتسديد ضربات موجعة في أماكن حساسة لجسد المجتمع أم صدفة؟ هل في وزارة الإعلام بالكويت لجنة كتلك التي تولت رصد التجاوزات في البرنامج «لجنة تقييم الأداء الإعلامي»؟ برأيي يستحيل وجود نظير لها في الكويــــــت مادام الوزير الشيخ أحمد العـــــبدالله يدير وزارة الإعلام من خلال اعتلائه عـــــرش النفط، وتجرنا التساؤلات لسؤال مهـــــــم جدا هو: ألا توجد حركة معارضه شرسة في مصر؟ ألا تمـــــتلك أغلب حركات المعارضة في مصر صحفا ومجلات؟ لكنــــنا لا نجد انحطاطا في الطرح أو الرسالة الإعلامية ولا تصدعا في المجتمع أو فئاته بسبب ما تطرحه المعارضة؟ ومتى ما حدث ذلك الهبوط وجدنا تحركا فوريا من الوزير، وهذا إن دل فهو يدل على قيام وزير الإعلام بالدور المطلوب منه بالحفاظ على قيم المجتمع وتأصيل ثقافاته، فعلى الرغم من أنني شخصيا لا أجد نفسي تقوى قبول تهكمات المعارضة المصرية ولا أتفق مع الكثير من أطروحاتهم إلا أنني أعترف برقي طرح المعارضة وموضوعيته بعيدا عن استخدام السبل الرخيصة والأساليب الملتوية والألفاظ الهابطة التي انتشرت في وسائل إعلامنا مؤخرا، وللأسف كان الانتشار على مرأى ومسمع من وزيرنا «الكاشخ» دون أن يحرك ساكنا.
أناشدك يا وزير.. يا شيخ.. يا ابن الأسرة.. يا ولد عبدالله الأحمد.. يا اللي ما عندك جيب في صدر دشداشتك.. أن توقف مهازل التجريح والطعن وتمزيق المجتمع الكويتي بسواطير القبلية والطائفية، فبعد ذاك التافه ها هو مواطن يطل علينا وما لقى سالفة يقولها غير هالسالفة واللي إقاماته من ذهب لا يحذف الرابعة بصخر!
[email protected]