متى ما اكتملت حلقات سلسلة اتخاذ وإنجاز القرار تكبلت أيدي العابثين بمقدرات البلد، فنحن لا نطلب الكثير ولكن نخشى الكيل بمكيالين، فعندما أرادت وزيرة التربية إطالة الدوام المدرسي فاجأت الجميع بإشهار السلسلة الكاملة تصاحبها إيماءات الاستعداد بضرب من يجرؤ على عصيان الأمر، بالتعبير الشعبي ما ردت على أحد.
فلا نستغرب إذا تزايدت الأصوات المنادية باستقالة الحكومة مع اقتراب دور انعقاد جديد خوفا من ضياعه سدى كحال سابقيه، أو وجوب إدخال تغييرات جذرية على التشكيلة التي لا أستطيع تذكر إنجاز يذكر لها غير إحراز الفوز في مباراة رمضانية ضد النواب، فبذلك أصبح من حق المواطن المستعد لأن يقبل باستلام 500 طماطة بدلا من راتبه الشهري أن يطمح وينادي ويعمل على إيجاد حكومة بدلا من الحكومة عقيمة الإنجازات وفق الأطر الدستورية المتاحة.
تلك الحكومة غير جديرة بالبقاء وعديمة الفائدة ولا تهش ولا تنش بل يهش عليها، فهي حكومة لا تعلم ولا تعي ما تقول أو تفعل، وخير دليل على ذلك التصريح الذي أتحفنا به الناطق باسم الحكومة الوزير البصيري برده على المطالبات النابعة من آلام وآمال المواطن بتغيير الحكومة عندما قال: بيننا وبينهم الدستور، أي ان وجود الحكومة من عدمه يحدده الدستور، وكأنه ما علم بوجود دستور إلا عندما رد على المطالبين بتغيير الحكومة من قال للوزير البصيري اننا نشك في دستورية وجود الحكومة؟ أو اننا طالبنا بشيء خارج إطار الدستور؟ لكن لأن معاليه ليست لديه إنجازات حاله حال حكومته لم يفند المطالبات بموضوعية، ولأن الناطق باسم الحكومة مشغول بتحقيق رقم كبير من التصريحات فلا يقدر أن يدحض مطالبات التغيير تلك باستعراض إنجازات الحكومة كي يفقأ بها عين من يتهكم على الحكومة، لكن هذا اللي طلع معاه بينا وبينهم الدستور، لكن لله الحمد انه اكتفى بتحكيم الدستور بدلا من قول «قطيعة وجبح» فيجبرنا بالرد عليه بلغة «سليحط ومالت» لكن هل حسب معالي «الحدسي» هذا حساب ما إذا قال المواطنون مقولته تلك، بأن بيننا كمواطنين وبين الحكومة الدستور، ما الذي سيحدث وكم ذوي حظوة سيتسكع في الشوارع؟
لماذا لا تراجع الحكومة نفسها قبل التصريحات المتناقضة، ما يسبب فشلتنا كمواطنين من حكومتنا؟
[email protected]