أنهت الحكومة دور الانعقاد الماضي ببطولات زائفة وإنجازات كاذبة، وها هي تستعد لتصوير مشاهد جديدة من مسلسل الخداع الحكومي الذي تطلب قيام أعضائها بدور البطولة والاستعانة بمجموعة كومبارس.
ومع اقتراب موعد افتتاح دور الانعقاد القادم لاتزال قراءة مؤشرات عداد الإنجازات والأداء تعطي نتائج محبطة ومجموعة من الخانات الصفرية، وعند مراجعة مدى توافق متطلبات المواطن البسيط مع ما تم خلال دور الانعقاد نكتشف وجود علاقة مباشرة ومؤثرة بشكل واضح فيما يعانيه المواطن من أمراض نفسية واجتماعية في دولة انعم الله عليها بالخيرات مثل الكويت.
فبالرغم من تمتع غالبية الشعب الكويتي بمستويات تعليمية وثقافية كبيرة إلا أنه يتطلع ويأمل تحقيق إنجازات ملموسة، ولا تعنيه الانجازات الورقية والدراسات غير المطبقة في شيء، بمعنى أن المواطن في الكويت أصبح يستجدي ويرجو من حكومة البطولات الوهمية ان تحقق انجازات واقعية ملموسة على جميع الأصعدة و«ما يبي تصريحات».
وقد سادت أجواء من التفاؤل بعد أن حازت حكومة «ملخلخة» مثل تلك الثقة أكثر من مرة، وتجاوزت عددا لا بأس به من الاستجوابات بغض النظر عن الوسائل التي استخدمتها لتتخطى الاستجوابات، فمن المفترض أن يكون «بعبع» الاستجوابات تلاشى وولى بغير رجعة وجاء دور تنفيذ الوعود والمشاريع إلا أن المشاكل التي تؤرق المواطن لاتزال قائمة، والغريب في الأمر أن أغلب تلك المشاكل تنتهي بـ«شخطة قلم».
لنأخذ مشكلة الاختناق المروري مثالا ونقيس عليها باقي المشاكل التي يحق لنا وصفها بقنابل دخانية أو مجرد أوراق لعب إضافية بيد الحكومة، ماذا لو تم إصدار قرار يقضي بتوزيع أوقات بداية ونهاية الدوامات الرسمية شريطة أن يكون القرار مدروسا ويراعي جوانب واعتبارات فنية وإدارية كثيرة؟ أليس من شأن مثل ذلك القرار المساهمة في تخفيف العبء على شبكة الخطوط السريعة التي تتحول شيئا فشيئا لشبكة «فرجان» نظرا للتزايد اليومي لمستخدمي الطرق؟
ماذا لو تم إصدار قرار يقضي بفورية مباشرة أعمال تركيب شبكة مترو؟
ماذا لو تم تشديد الرقابة بعض الشيء على إجراءات إصدار رخص القيادة؟ وما الذي يحدث لو كلفت لجان مختصة بدراسة البدائل المتاحة لحل المشكلة مع النظر لتوصيات تلك اللجان بشيء من الجدية والرغبة في التنفيذ؟
المشكلة تتطلب قرارا يصدر من شخص شجاع يشعر بالمسؤولية ويعي أهمية منصبه ومستعد لتحمل تبعات ذلك القرار وما يترتب عليه من نتائج، وهذا النوع من المسؤولين للأسف قلما وجدناه في الحكومات الخمس أو الست الأخيرة فقد اختلط علي الأمر لكثرة التشكيلات الحكومية.
بالإضافة لشجاعة القرار يتطلب الأمر رغبة حقيقية في التنفيذ ورقابة مستمرة على الأداء، للقضاء على المشاكل المفتعلة التي تمزق جيوب وجلود المواطنين دون أن يستشعر بها أعضاء الحكومة.
أو حكومة بدلا من تلك، تعمل وفق ذلك.
[email protected]