يبدو أن هناك توارد خواطر أمنية بيني وبين الزميل الكاتب فيصل الزامل، لكن نظرا لأن للزامل زاوية يومية فقد سبقني باستعراض هواجسه الأمنية حيث إنني كنت عازما على التطرق للاختراق الأمني الذي تعاني منه الكويت، ذلك الاختراق الذي يلاحظه أي عابر للمنافذ المختلفة للدولة بغض النظر عن عدد مرات عبور تلك المنافذ أو الوجهة المقصودة دخولا كانت أم خروجا.
لن أكرر ما تطرق إليه الزامل كونه وفّى وكفى جزاه الله خيرا، لكن عندي بعض الإضافات ليس إلا. فقط أصبحنا نعيش مع تخاذل غير مقبول وليس له تبرير لدينا عند الدخول أو الخروج من الكويت على صعيد الأشخاص والبضائع، ما جعل دخول الكويت أشبه بدخول أي فندق متواضع النجوم أو أي مجمع تجاري، بل على النقيض فعند دخول الفنادق ذات النجوم الخمس داخل أو خارج الكويت يلقاك رجال الأمن عند البوابة بإجراءات أمنية أكثر دقة من تلك التي يتبعها رجال أمن المنافذ الحدودية.
تساؤل مهم وضروري يطرح بعدما تطرق إليه الزميل الزامل عن مسببات وصفت بشكل دقيق جدا حال التخاذل الأمني في المطار ولكني أضيف باقي المنافذ إلى منفذ المطار. من بيده شد حزام الجسد الأمني المترهل في البلد؟
أليس وزير الداخلية هو الشخص المسؤول عن تلك المنافذ؟ إذا كان معاليه يعتمد على رأس البعير المزروع في ساحة الإرادة، فأبشرك طال عمرك ترى رأس بعيرك مو نافع.
فكم رأس بعير تحتاج الكويت للاستتباب الأمني وزرع الرهبة في نفوس من تسول له نفسه العبث بأمن الكويت؟ إذا كانت أصلا المخافر في الكويت تخلو من رؤوس تلك البعارين بحجة أنها مخافر مؤقتة وبالإيجار، بالله هذي سالفة؟!
في حال كانت السلبية الملعونة للقائمين على حفظ أمننا وأمن بلدنا بسبب الاعتماد على نعمة الأمن والأمان التي أنعم الله عز وجل بها علينا بلا منة لبشر أيا كان في ذلك، فأود أن أذكر معاليه بالمثل القائل أن النعمة زوالة إذا تبطرنا عليها.
للمرة المليون أكرر أمنيات الكثير من المواطنين بأن يكون هناك أحد مسؤولي الحكومة صاحب مبادرة واتخاذ قرار مدروس يستبق المفاجآت وبالأخص المواطن جابر الخالد كما يحب أن يسمي نفسه، فنحن اليوم في أمس الحاجة بأن يكون أعضاء الحكومة من نوعية الرجال صانعي القرارات الاستراتيجية الاستباقية ذات أبعاد متعددة على أن تكون القرارات قابلة للتطبيق مدة زمنية طويلة الأجل، لنشعر أن حكومتنا حكومة عمل لا حكومة ردة فعل. ملينا من القرارات التي تصدر بعد ما يطيح الفأس بالرأس، في مثل قضية الأمن كونها حساسة لا تحتمل أن تكون القرارات بخصوصها قرارات ردة فعل فتكون غير مقبولة وليست ذات جدوى. اللهم احفظ الكويت وقيادتها وشعبها من كل مكروه، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
ملاحظة: عنـــدي من هم شهود وعلى استعداد لبرهنة صحة الكلام المذكور عن تقاعس القائمين على أمن المنافذ المخــتلفة لدولتنا الحبيبة وإثبات أن الأمن فيها، حدّث ولا حرج.
[email protected]