قبل أيام انطلق أسطول الحرية للوصول الى شواطئ غزة لفك الحصار المفروض عليها، وما ان اقترب الأسطول الى هذه الشواطئ حتى واجه عملا بربريا أقدمت عليه قوات الاحتلال الصهيونية على الهجوم عند الرابعة فجرا بالرصاص الحي على أسطول الحرية المحمل بالأدوية والأغذية في عملية قرصنة دموية أدت الى استشهاد ما لا يقل عن 20 وإصابة أكثر من 40 من المتضامنين في الأسطول. و16 كويتيا بينهم 5 سيدات شاركوا في الحملة الإنسانية التي توجهت قاصدة غزة والتي ساهمت فيها وفود تمثل 50 دولة عربية وأجنبية، فهؤلاء الكويتيون شاركوا الدول الكبرى بمسؤولياتها في تأمين وصول هذا الأسطول وهذا يدل على ثبات موقف كويتنا الحبيبة في دعم القضية الفلسطينية في كل المحافل.
فالقرصنة الإسرائيلية تسفك دماء «الحرية في المياه الدولية» لقد أفاق العالم على فصل جديد من فصول العربدة والغطرسة الإسرائيلية مصدوما لتحديها كل النظم والقوانين الدولية، إذ قامت قوات الكوماندوز البحرية للاحتلال الإسرائيلي بعملية إنزال جوي ـ بحري في عرض المياه الدولية على أسطول الحرية المحمل بعشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية لكسر الحصار الجائر المفروض منذ 4 سنوات، ووسط تعتيم إعلامي إسرائيلي تمكنت قوات الاحتلال من السيطرة على الأسطول واقتياده الى ميناء أشدود، ووصف هذا العدوان على الأسطول بأنه «جريمة نكراء وعمل من أعمال القرصنة البحرية وإرهاب دولة خاصة انه تم بتخطيط منظم ومسبق من قبل الحكومة الإسرائيلية»، فهذا الحدث لاقى صدى كبيرا من جميع دول العالم وفي كويتنا الحبيبة نظمت القوى السياسية في ساحة الإرادة تجمعا أدانت وشجبت فيه الممارسات الصهيونية، ولقد أشعل الاعتداء على أسطول الحرية غضب الشارع العربي حيث عمت المظاهرات والمسيرات العواصم العربية رافعة أعلام تركيا وفلسطين ومنددة بالإرهاب الإسرائيلي، ووصفت دول مجلس التعاون الخليجي العدوان بأعمال القرصنة البحرية وإرهاب دولة، مطالبة بإحالة المسؤولين الإسرائيليين مرتكبي هذه الجريمة الى محكمة الجنايات الدولية ـ فقضية القدس «فلسطين» هي قضية إسلامية، وستظل بخير طالما كان هناك من يدافع عن هذا الحق.
إليك أيها القارئ العزيز بعض الجرائم، هذا ما استطعنا جمعه من جرائم اليهود الصهاينة على مدار 60 عاما من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وما ارتكبه من مذابح على مدار تاريخ دولته الأسود، والذي يستأنفه بالمذبحة الجارية الآن في غزة.
من أولى الجرائم والأبشع على الإطلاق: مذبحة دير ياسين (أبريل 1948) واستشهد خلالها 254، وفر أكثر من 30 ألف مواطن فلسطيني، ومذبحة نصرالدين (أبريل 1948) أبيدت القرية بأكملها ولم يبق إلا 40 فلسطينيا هم من تمكنوا من الفرار، ومذبحة شرفات (فبراير 1951) استشهد فيها 11 شهيدا، وشرد باقي أهالي القرية، ومذبحة بيت لحم (يناير 1952) استشهد فيها 10 شهداء، ومذبحة غزة (فبراير 1955) استشهد خلالها 26 شهيدا، مذبحة قرية السموع (نوفمبر 1956) واستشهد فيها أكثر من 200 شهيد.
وفي 6 يونيو 1967 قام النظام الصهيوني بالاعتداء على الأراضي المصرية والسورية والأردنية، وضم الضفة وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، واستشهد أكثر من 400 جندي على الجبهة المصرية وحدها، وخلال أعوام (71 ـ 72 ـ 73 ـ 1979) تم اغتيال مجموعة من القيادات الفلسطينية على يد الموساد الإسرائيلي في بيروت وروما وباريس، ومنهم وائل زعيتر، غسان كنفاني، محمود الهمشري، كمال ناصر، كمال عدوان، ومحمد النجار وغيرهم، وفي عام 1980 محاولة لنسف المسجد الأقصى من قبل منظمة كاخ اليهودية المتطرفة، واكتشاف شحنة متفجرات زنتها 120 كغم، أبريل 1986 الاعتداء الوحشي على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس واغتيال أبوجهاد، نوفمبر 1994 استشهاد د.هاني العابد ـ عضو حركة الجهاد الإسلامي على يد الموساد الإسرائيلي، مارس 1998 استشهاد محيي الدين الشريف أحد زعماء حركة حماس على يد الموساد الإسرائيلي، فبراير 2004 انهيار في محيط المسجد الأقصى بسبب أعمال الحفر الصهيونية.
في يوليو 2006 اجتياح جنوب لبنان، ومواجهة إسرائيل وحزب الله في 34 يوما دمرت فيها معظم المدن اللبنانية، وقتل ما يزيد على 1200 شخص، يناير 2009 الاجتياح البري لغزة وارتفاع عدد القتلى لأكثر من 900 والجرحى الى أكثر من 4000 ومازال القتال مستمرا.
هذه بعض جرائم الصهاينة أيها القارئ، فالسؤال هنا: ماذا نتوقع من نظام كهذا النظام؟ فرحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والحكومة الرشيدة، ما شاء الله تبارك الرحمن يا كويت، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، الله، الوطن، الأمير.
[email protected]