لا يستطيع أحد منا أن ينكر جرائم إسرائيل ضد الإنسانية على مر العصور، وآخرها الجريمة الوحشية على أسطول قافلة الحرية، المحملة بعشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية لكسر الحصار الجائر والمفروض على قطاع غزة منذ 4 سنوات، حيث تم اقتحام إسرائيلي وحشي لهذه السفينة، وإطلاق النار عليهم وإيقاع الكثير من القتلى.. هذا من ناحية ولو رجعنا الى تاريخ إسرائيل القديمة لوجدنا ان أسباط بني إسرائيل العبرانيي الأصل استوطنوا أرض كنعان بدءا من القرن السادس عشر قبل الميلاد، حيث ينسب اليهود العصريون أنفسهم اليهم ويعتبرون أرض كنعان موطنا أزليا لهم، في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد تشكلت مملكة بني إسرائيل ثم انفصلت الى مملكتين لم تصمد منها عبر التاريخ إلا مملكة يهوذا التي انهارت في بداية القرن الأول للميلاد، في القرن الأول قبل الميلاد جعل الرومان مملكة يهوذا جزءا من امبراطوريتهم وبعد تمرد اليهود عليهم مرتين في القرن الأول وفي القرن الثاني للميلاد جردوا اليهود من أولويتهم في البلاد وتبنوا اسم فلسطين بدلا من يهوذا كاسم رسمي لهذه المحافظة من الإمبراطورية، منذ ذلك الحين تقلص عدد اليهود في فلسطين بسرعة، واسم فلسطين يرجع الى الشعب الفلسطيني القديم الذي قطن الجزء الجنوبي الغربي منها، جاءت الخلافة الإسلامية وجاءت معها الفتوحات وشملت الفتوحات الإسلامية فلسطين في القرن السابع الميلادي وكانت في عهد عمر بن الخطاب.
وفي 14 مايو 1948، ثماني ساعات قبل انتهاء الانتداب البريطاني، أعلن رسميا عن قيام دولة إسرائيل دون ان تعلن صدورها بالضبط، وخاضت 5 دول عربية بالإضافة الى السكان العرب الحرب مع الدولة المنشأة حديثا وكانت محصلة الحرب ان توسعت إسرائيل على 75% تقريبا من أراضي الانتداب سابق، بقي 156 ألف شخص من العرب داخل إسرائيل (حسب الإحصاء الإسرائيلي الرسمي في عام 1952، وتشرد ما يقرب من 900 ألف حسب تقديرات منظمة التحرير الفلسطينية، اما في مخيمات في الأردن ومصر اللتين ضمتا الضفة الغربية وقطاع غزة بعد استيلاء اليهود على غالبية فلسطين أو في لبنان وغيرها من البلدان العربية بعد ان طردهم اليهود من بيوتهم، في الوقت نفسه، تشرد اليهود من أوروبا جراء الحرب العالمية الثانية ومن إيران وأصبحت الدولة اليهودية الحديثة مكانا مرغوبا فيه وازدادت الهجرات اليهودية الى إسرائيل ما سبب زيادة في عدد السكان اليهود بشكل ملحوظ وتمثل الجهة الثانية لهجرة الجماعات اليهودية بعد الولايات المتحدة الأميركية.. ازدادت هجرات أعضاء الجماعات اليهودية في الآونة الأخيرة خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكك جمهورياته، إسرائيل حالها حال أي بلد آخر تحتوي على مجموعات عرقية مختلفة، والأقلية من هذه العرقيات قد لا تشعر انها تنتمي انتماء كليا للدولة بالرغم من حصولهم على حق المواطنة في دولة إسرائيل، من أشهر هذه العرقيات هم الإسرائيليون من أصل عربي، ويشعر هؤلاء بالانتماء الى أصولهم العربية، تبقى هذه المشكلة من احدى المشاكل التي تواجه إسرائيل، وهي التوفيق بين هوية الدولة اليهودية والعرب المقيمين بها بصورة رسمية وانتمائهم لهويتهم العربية، عزيزي هذه باختصار ما قدمناه في الأسطر القليلة الماضية عن تاريخ إسرائيل القديمة وحرب 1948، فحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]