عبدالله بوير
تحتفل كويتنا الحبيبة في الأيام القليلة القادمة بذكرى عيدها الوطني الـ 48، وعيد التحرير الـ 18.. وسيشارك الجميع بالطبع في هذه الفرحة الغالية على نفوسنا.
و26 فبراير لا يمكن لأحد أن ينساه وهو يوم التحرير، يوم رجعت فيه أرض دولتنا الحبيبة الكويت شامخة بعد هزيمة العدو.. ويوم ظهرت فيه السعادة على جميع الوجوه وذلك بعد طرد المحتلين من أرض الكويت.
ولقد احتلت كويتنا العزيزة من قبل جار خائن لا يعرف للقيم طريقا، وجدنا أنفسنا في يوم وليلة أمام طغاة وسفاكي دماء، يقتلون ويسرقون كل شيء في بلدنا الكويت.. فكان العدوان صدمة حقيقية للعالم وللكويت خاصة، حيث شهدت الكويت وأهلها معاناة مريرة طوال أشهر الاحتلال السبعة، وهذا الاحتلال الصدامي تجاوز القوانين والمواثيق والأعراف الدولية والإقليمية كافة، وحطم جميع مبادئ الاخوة والعروبة وحسن الجوار، فما قام به العراق نكرانا واضحا للجميل الذي قدمته الكويت على مدى عقود من الزمن، حيث كانت الكويت تدعم وتساند العراق في كثير من المواقف منها منحة القروض لتنفيذ المشاريع الانمائية، ومنها جهود اعادة البناء بعد انتهاء حرب السنوات الثماني مع الجارة ايران، فمنذ اللحظة الأولى للاحتلال تداعت دول العالم ووقفت الى جانب الكويت في حقها لاعادة الشرعية ورد العدوان.
وشعبنا تحمل كثيرا من الآلام بسبب الاحتلال العراقي الغاشم، وكم عانى من جراح بغياب الأسرى الذين لم يكشف عن مصير بعضهم حتى الآن، فماذا ننسى وننسى؟ هل ننسى محاولتهم الغاءها من الوجود وتدمير هويتنا وسلب حريتنا.
فأرضنا غالية علينا كما كانت غالية على أجدادنا الذين ضحوا بكل نفيس وغال بإعلاء شأن الوطن وتقدمه.. والدفاع عن الوطن واجب مقدس يعبر عن حبنا وولائنا وانتمائنا.. وبعد احتلال العراق لأرض الكويت ظهرت المعادن الأصيلة من رجال الكويت الأبطال، وأثبتت الأزمة مدى صمود أبطالنا وتمسكهم بالأرض، فالشعب لم يقف متفرجا وإنما صمد أمام العدو حتى آخر نفس فكان يقف حاجزا أمام العدو دون تحقيق اهدافه ومآربه، حيث كان الشعب يدا واحدة رجالا ونساء، حمل السلاح من أجل طرد المحتلين من الكويت، فالعدو فشل في محاولة إحداث انقسام في الشعب الكويتي.
ويوم التحرير شارك الجميع في هذه الفرحة تعبيرا منهم لحب الكويت وتقديرا لعطاء هذا البلد، ولولا الله ثم جهود ابطال التحرير لما تحررت الكويت، حيث كان لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله، رحمهما الله الفضل الأكبر في تحرير دولتنا الحبيبة الكويت، فكانا يعملان ليل نهار ولم يهدأ لهما بال حتى تحررت أرض الكويت بالكامل، وفي هذه المناسبة الجميلة أيضا نشكر جميع الدول الصديقة التي ساندت ووقفت مع بلدنا الكويت في حقها واعادة شرعيتها، وفي هذا اليوم أعاد الله لنا بلادنا وأنعم علينا بالأمن والاستقرار.
وأخيرا نطلب من الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وعلى جميع ديار المسلمين، وأن يبارك لنا في أميرنا وقائد مسيرتنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وأن يوفقه في عمله. ما شاء الله تبارك الرحمن يا كويت اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد.