لن نستغرب اليوم عندما يكرم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائداً للعمل الانساني، فصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أثبت في جميع المناصب التي تقلدها كفاءة ومقدرة كبيرة في معالجة الشؤون الداخلية والخارجية للكويت، وكانت قضايا التعليم والصحة والاسكان والبيئة والنفط على رأس اهتمامات سموه فوضعها على قائمة الدراسات العاجلة والانجازات السريعة.
وكما يؤكد الكثير من الديبلوماسيين الذين عاصروه أنه يعمل بطاقة كبيرة، ويبذل جهودا خارقة في تنمية العلاقات الكويتية الخارجية، خاصة مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وسموه لعب دورا مهما في الوساطة بين العديد من الدول المتنازعة، وتمكن في كثير من الاحيان من التخفيف من حدة التوترات العربية والاقليمية، حتى اصبح دور الوساطة من أهم الخصائص الرئيسية التي تميزت بها سياسة الكويت الخارجية، ومنذ تولي سموه وزارة الخارجية من عام 1963 والسنوات التي قضاها في هذا المنصب أهلته ليكون رجل السياسة الخارجية الكويتية، وعميد الديبلوماسيين على مستوى العالم، وبذلك يستحق بجدارة ان يكون شيخ الديبلوماسية.
فلم تستغرب فعاليات مجتمعية تكريم صاحب السمو الأمير باعتباره قائدا انسانيا، بل اعتبروه جاء متأخرا، فصاحب السمو له كثير من الانجازات الانسانية فهناك عشرات المبادرات التي اطلقها سموه وعبرت مساعداته الخيرية والانسانية حدود قارات العالم الست وتنوعت في جميع المجالات وجمعها فقط الوجه الانساني، فكان دعم سموه حاضرا في تمويل جهود مكافحة التلوث والتغير المناخي بتبرع بلغ 150 مليون دولار، وانشاء صندوق الحياة الكريمة حيث ساهمت الكويت بمبلغ قدره 100 مليون دولار لمواجهة الانعكاسات السلبية لأزمة الغذاء العالمية على الدول الأقل نموا، وكذلك دعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي بمبلغ 500 مليون دولار، وقطار من التبرعات والمساعدات للفلسطينيين لا يتوقف منذ سنوات دعم احتياجات وكالة غوث اللاجئين (الاونروا)، وتمويل مشروعات البنية التحتية في شرق السودان بمبلغ 500 مليون دولار، وكذلك التبرع لمشروع رحلة الأمل من ذوي الاعاقات الذهنية، والتبرع بتكاليف تجهيز المقر الجديد للمفوضية الافريقية في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا، وتبني حملة لجمع ملياري دولار للدولة الآسيوية غير العربية، وتبرعت الكويت منها بمبلغ 300 مليون دولار.
بالاضافة الى دعم الشعب السوري بمؤتمرين للمانحين ومبلغ تجاوز 800 مليون دولار، وتقديم قروض ميسرة للدول الافريقية بمبلغ مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، وتخصيص جائزة مالية سنوية بمبلغ مليون دولار باسم المرحوم د.عبدالرحمن السميط تختص بالابحاث التنموية في افريقيا، ولا ننسى أثناء توليه منصب وزير الخارجية ورئيس اللجنة الدائمة لمساعدات الخليج العربي قام بإعطاء المنح دون مقابل للدول الخليجية، وقد امتد عمل اللجنة عندما تولى سموه رئاستها الى اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وسلطنة عمان وجنوب السودان، وأنشأت الكويت مكتبا لها في دبي للاشراف على الخدمات التي تقدمها ومنها الخدمات الاجتماعية والتنموية، فلذلك يستحق صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أن يكون قائدا انسانيا وهذا لقب مستحق وتكريم لسموه وللكويت.
وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
الله، الوطن، الأمير.
[email protected]