الأم ليست بكلمة قليلة وسهلة فهي تعني الكثير.
فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
والأم روض إن تعهده الحيا بالري أورق إيما ايراق.
ومن عاصر الامهات في الثمانينيات وما قبل، لا يمكن ان ينسى فضلهن بتاتا، فكانت قديما في ظل الحياة البسيطة تتحمل هذه الظروف وخاصة ايام ذهاب ازواجهن للغوص لفترة ما يقارب الاربعة اشهر، فكانت تقوم بكل واجباتها، ومع انعدام الاجهزة الكهربائية والعمالة المنزلية كانت هي التي تغسل وتكنس وتطبخ، تربي وتدرس بالرغم من أنها لا تحمل شهادة، وتسهر على راحة ابنائها ولم يهدأ لها بال حتى تطمئن على الجميع دون تعب او ملل، فالأم هي التي تعطي ولا تنتظر ان تأخذ مقابل العطاء، وهي التي مهما حاولت ان تفعل وتقدم لها فلن تستطيع ان ترد جميلها عليك ولو بقدر ذرة صغيرة.
امهات اليوم اين انتم من هذا؟! شاهدت بنفسي في احد الايام موقفا، ولن استغرب من ذلك وهو عند ذهابي في نهاية الدوام الدراسي لاخذ ابنتي من المدرسة، واذا باحدى الخادمات تحمل بنتا، وكيف كانت هذه البنت تحتضن هذه الخادمة في مشهد عجيب، وكانت الأم تجول من حولهما محاولة احتضان ابنتها بأي طريقة، وبينما البنت تصد عنها رافضة ذلك وعلى العكس تزيد من الالتصاق والالتفاف بالخادمة تعبيرا عن حبها لها.
وكم من مرة نشاهد قائدي مركبات السيارات من العمالة المنزلية غير مبالين بالمسؤولية وحتى بقواعد المرور، مسرعين في الطرق معرضين حياة الأطفال للخطر والسائق عمك أصمخ!
نعم امهات الامس انتن المثاليات بجدارة وبلا جدال، فرحم الله من فارق منكن الحياة، واطال الله في اعمار من بقين على قيد الحياة.
وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
الله، الوطن، الامير.
[email protected]