تحتفل كويتنا الحبيبة بمرور عامين على منح الأمم المتحدة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لقب «قائدا للعمل الإنساني» والكويت «مركزا إنسانيا عالميا»، هذا التكريم جاء في المكان المناسب، ولا مزايدة في ذلك الوقت، فالوقت الطويل الذي قضاه صاحب السمو في الخارجية، من خلال تعزيز العلاقات مع دول الجوار ودور سموه في المصالحات وتقديم المساعدات للدول المحتاجة، يجعله مرشحا لذلك اللقب، وإن جاء متأخرا.
في يناير 2006 وتحديدا في يوم 29، بدأ مشوار حكم القائد الإنساني وأمير الديبلوماسية بتولي سموه مقاليد الحكم في البلاد، نحو كويت جديدة تخطو بثقة وعزم واقتدار الى الأمام، كلمات سموه ظلت نبراسا، وحكمته نهرا يجري، ينهل منه الكويتيون حب الوطن ومعنى الولاء والعطاء، حينما قال سموه إن الكويت هي التاج الذي على رؤوسنا، وهي الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا، فليس في القلب والفؤاد من شيء غير الكويت.. وليس هناك حب أعظم من حب الأرض العزيزة التي عشنا على ثراها، وسطرنا عليها تاريخنا وأمجادنا ومنجزاتنا.
قائد السفينة
ورغم الظروف المتوترة والأوضاع المتقلبة الإقليمية التي مرت بها المنطقة في السنوات الأخيرة، والتي عرفت باسم الربيع العربي وتداعياته السلبية على بعض الدول العربية، تمكن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي قاد السفينة بحنكته السياسية، من تفويت الفرصة على المتربصين بالكويت، وإخماد نيران الفتنة خلال هذه الفترة، والعبور بالكويت الى بر الأمان، بعيدا عن أمواج الاضطراب والفوضى.
مقومات الحكم الرشيد التي تستند الى ترسيخ حكم ديموقراطي عادل يقوم على مبادئ احترام الحريات العامة وتعزيز حقوق الإنسان، نجح سموه في إرسائها منذ أن تقلد مقاليد الحكم وحتى الآن، عبر حكمته ورؤيته الثاقبة وعلاقته الوطيدة بالشعب الذي أحبه فبادل سموه الحب حتى أصبح سموه والد الجميع ورب البيت الكبير الكويت، الحريص على لمّ شمل الجميع تحت مظلته.
ومن مبدأ لمّ شمل أبناء البيت الواحد، برزت جهود أمير الديبلوماسية وقائد المصالحات بين الدول الخليجية والعربية من خلال إزالة الخلافات بين الأشقاء وإذابة الجليد بينهم، حرصا على ترميم البيت الخليجي.
الكويت قبلة العرب
العلاقات الكويتية الإقليمية والدولية تتميز بأنها جيدة بفضل قائدها الإنساني صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي لم يتوان لحظة عن مد جسور التعاون والدعم إلى كل دولة توجه نداء الإغاثة إلى الكويت، حيث أصبحت ملاذا ومركزا إنسانيا عالميا لا ترد من يطلب العون والمساعدة.
وتحولت الكويت في عهد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الى قبلة للقرارات العربية المهمة والمواقف الدولية الحاسمة في هذه الفترة الحالية، بفضل مبادرات سموه التاريخية واحتضنتها أرض الكويت من قمم ومؤتمرات عالمية ساهمت بشكل فعال في نجاحها، وعكست الصورة الناصعة والمشرفة للكويت عربيا ودوليا في المجال الإنساني والحضاري والسياسي.
رجل التسامح والسلام، معنى يتجلى في سمو أمير البلاد من خلال علاقة الكويت بالعراق حاليا بعد الغزو الغاشم، حيث طوت الكويت هذه الصفحة، وبدأت صفحة جديدة في العلاقات مع بغداد يسودها الاحترام المتبادل والتطور الملموس في الملفات العالقة بين البلدين، من ترسيم للحدود والإيفاد بالتعويضات وتشجيع الاستثمارات بين البلدين وإزالة كل العوائق في ملفات الأسرى والمفقودين والأرشيف الوطني للكويت، وهذا كله بفضل التوجيهات السامية لصاحب السمو أمير البلاد أمير الإنسانية والديبلوماسية.
كما أن دعم سموه لم ينقطع عن دعم الدول العربية والشقيقة، حيث امتد دعم سموه الى كل مكان وجد فيه معاناة إنسانية، وأينما كان هناك محتاج أو وقعت كارثة أو أزمة أو اضطهاد، تجد الكويت حاضرة تمد يد العون والمساعدة فورا، هذا بالإضافة الى دعم المؤسسات الخيرية والإنسانية والمنظمات الدولية في محاربة الفقر وتعزيز الصحة العامة والتعليم والتنمية الاقتصادية والبنية التحتية، وكل المشاريع الإنسانية والخيرية في شتى بقاع الأرض تشهد بأن وراء هذا العطاء رجلا وإنسانا عظيما يؤمن بمساعدة الآخرين ويمد يد العون لكل محتاج، انطلاقا من ضميره الإنساني في مساعدة أخيه الإنسان.
حفظك الله صاحب السمو الأمير قائد الإنسانية، وحفظ الكويت من كل مكروه.
الله، الوطن، الأمير.
[email protected]