الدعوات التي اطلقها بعض اعضاء مجلس الامة الى حل مجلس الامة الحالي واجراء انتخابات مبكرة قوبلت بردة فعل عنيفة خاصة من زملائهم النواب وكأن اتخاذ قرار الحل ينتظر طلب هؤلاء النواب.
انا استغرب من نواب وسياسيين وكتاب من هجومهم ضد من نادى بالحل الدستوري والذي اعتقد جازما ان من اطلقه كان لابراء الذمة وللتنبيه على خطورة سيطرة الحكومة على مجلس الامة عن طريق اغلبية مريحة من النواب تذهب مع الحكومة بالحق والباطل.
ان مجلس 2009 هو من افضل المجالس التي مرت على الحكومة فهي متمسكة به حتى آخر نفس ولن تفرط فيه ابدا.
ان الاعتقاد ان هذا المجلس سيحل هو اعتقاد خاطئ بكل المقاييس فالحل دائما يأتي بسبب الحكومة عندما تنسحب او تستقيل او تطلب عدم التعاون وكل ذلك لن يحدث لان الحكومة تعلم ان هذا المجلس لن يخذلها في اي شيء تريده، كذلك يأتي الحل اذا كان هناك عدم تعاون من اعضاء المجلس وهذا ايضا غير موجود فالأغلبية في جيب الحكومة ولا خوف، ان الذي يجب ان نعرفه ان الخطورة والخوف هو تفرد الحكومة بالقرار واقرار قوانين وسن تشريعات من شأنها الانتقاص من مكتسبات الشعب الكويتي، كذلك اعطاء صكوك براءة للتجاوزات الحكومية عن طريق لجان التحقيق في مجلس الامة والتي يغلب على تشكيلها نواب الحكومة، كذلك زيادة قوة ونفوذ وشعبية نواب الحكومة عن طريق اعطائهم الضوء الاخضر لمعاملاتهم وطلباتهم، فهم بمرور السنوات الاربع سيكونون اكثر قوة بهذه الطريقة وان كان على حساب حقوق الآخرين واختراق القوانين وتكسير الانظمة فالمهم عند الحكومة استمرار ربعها وحمايتهم وضمان رجوعهم للكرسي النيابي بأي وسيلة وثمن.
ان الغريب في هذا الهجوم هو الانتقائية، فلماذا لم تحدث هذه الانتفاضة عندما نادى احد نواب الحكومة بحل المجلس حلا غير دستوري؟ لماذا لم نجد هذا الهجوم عندما يظهر احد النواب المحسوبين على الحكومة في الطالعة والنازلة ويقول ان المجلس سيحل وجهزوا خيامكم؟ ولكن ما استطيع ان اقوله ان هذا زمن الحكومة وربعها واجهزتها الاعلامية.. والله يستر على الكويت.
[email protected]