نستقبل بعد أيام إن شاء الله تعالى شهر رمضان المبارك الذي جعله الله رحمة ومغفرة لعباده المؤمنين إن هم أدركوا هذا الشهر وعملوا به كما أراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
لقد جعل الله شهر رمضان للطاعة والصيام والقيام والصدقة وصلة الارحام والعمرة وقراءة القرآن، وقد كان نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم كذلك في هذا الشهر، فقد كان يحييه بالطاعات وفعل الخير، وكان جوادا كالريح المرسلة يصل خيره لكل الناس.
ولكن المشاهد لحال المسلمين في هذه السنوات يجد العجب، فقد أصبح شهر رمضان شهر دورات كرة القدم والمسلسلات التلفزيونية الخاصة برمضان، ودورات الكوت بوستة والمهرجانات التسويقية وغيرها من الامور التي تشغل الناس وتصرفهم عن مقصود هذا الشهر وهو الاجتهاد بالطاعة والتقرب الى الله والبعد عن المعاصي والتقليل من المباحات.
إن تخصيص شهر رمضان دون غيره من الشهور بهذه الملهيات هو أمر مبتدع ما أنزل الله به من سلطان وإلا هناك احد عشر شهرا في السنة لماذا لا تقام فيها بطولات كرة القدم مثلا، وما المعنى من تكثيف مثل هذه الدورات والبطولات في هذا الشهر المبارك؟
لذا يجب على كل مسلم أن يحرص على استغلال هذا الشهر خير استغلال في الطاعات وعمل ما يحبه الله ويرضاه، حتى لا ينطبق علينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم إنه «رغم أنف امرئ دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ فلم يغفر له».
لذا أوجه رسالتي لجميع القائمين على هذه الدورات والمسلسلات والبطولات والمسابقات أن يتقوا الله وأن يوجهوا جهودهم وأموالهم لحث الناس على الطاعات وفعل الخيرات عسى الله أن يبلغنا رمضان ويعيننا على صيامه وقيامه، ويعتق رقابنا من النار.
[email protected]