بعث الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فقال: هذا لكم وهذا أهدي إلي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم وهذا أهدي إلي، ألا جلس في بيت أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا».
وانطلاقا من هدي هذا الحديث الشريف يترسخ لدينا مبدأ عدم استغلال المنصب والوظيفة العامة لتحقيق مصالح شخصية لا تتحقق الا عن طريقه.
ولعلي أدخل بطريقة مباشرة الى الموضوع المثار في هذه الأيام وهو تعيين زوج إحدى النائبات في مركز قيادي لم يكن ليحصل عليه لولا وجود زوجته في عضوية مجلس الأمة ومواقفها الحكومية المعلنة في كل صغيرة وكبيرة، بل لم يعلم لها موقف قط ضد الحكومة أو يخالفها.
ان ترسيخ هذا المبدأ لهو جدير بإحداث حالة احباط عامة لدى جميع الشباب الكويتي الطموح والمتعلم والذي يرغب بجهده وعلمه في الوصول الى أعلى المراتب، وهذا حق مشروع ومكفول للجميع ولكن بشرط أن يكون المعيار هو الأداء وليس الولاء والمحسوبية والواسطة وبيع المواقف.
ان اتخاذ الحكومة هذا النهج في احتواء اعضاء مجلس الأمة لهو منهج خطير جدا يجب عدم السكوت عليه، وينبغي علينا جميعا ان نعري هذا الأسلوب الحكومي السقيم في كسب الولاءات، بالاضافة الى أساليب أخرى تتخذها الحكومة لجعل مجموعة كبيرة من أعضاء مجلس الأمة تحت جناحها وللأسف.
لقد بات من الضروري اصدار تشريع واضح وصريح يضع ضوابط لتعيين القياديين ويمنع كل مسؤول او قيادي او عضو او وزير ان يكون له اي علاقة مباشرة بهذه التعيينات.
يجب علينا ان نقدم تشريعات جادة في محاربة الفساد والمفسدين وإلا فإن كثرة الكلام والصراخ لا تجدي مع هذه الحكومة وللأسف.
[email protected]