ذعر حكومي تجاه المرأة في هذه الأيام، وحرص شديد على الزج بها في مجالات عمل تتنافى مع طبيعتها وخلقتها، فبدأوا بالشرطة النسائية في الأعمال الميدانية الشاقة ومواجهة الجمهور والمعاكسين وأصحاب المشاكل ثم زجوا بها في دورات الإطفاء ثم الإعلان عن عزم وزارة التربية تعيين حارسات أمن في المدارس «والحبل على الجرار»، ولا أدري إلى أين تسير بنا هذه الحكومة المتخبطة وماذا تريد من المرأة؟!
هل تريد الحكومة أن تثبت للغرب مثلا اننا متحررون وانفتاحيون حتى يرضوا عنا؟! ولن يرضوا لأننا مهما فعلنا فلن يرضوا عنا ولن نعجبهم لأن الله تعالى يقول (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) أم ان الحكومة تريد ان تستعرض قوتها أمام الشارع الكويتي وانها لا تعبأ بمجلس الأمة ولا بالأصوات المنادية بالمحافظة على القيم الإسلامية والثوابت الشرعية وعاداتنا وتقاليدنا العريقة التي رفعت المرأة وقدرتها وأعطتها منزلة العزة والكرامة التي يريدون أن ننسلخ منها؟
إن هؤلاء أهانوا المرأة وحطوا من قدرها عندما زجوا بها في وظائف وأعمال لا تناسب طبيعتها وخلقتها، لأن الله عزّ وجلّ قد كرم المرأة وصانها وأمر الرجل برعايتها والقيام على أمرها وجعله مؤتمنا على ذلك ومسؤولا يوم القيامة فقال الله تعالى (وقفوهم إنهم مسؤولون)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته» فالله تعالى هو الذي خلق الخلق وهو الذي جعل الذكر والأنثى وهو أعلم بمن خلق وهو القائل سبحانه (وليس الذكر كالأنثى) وقال سبحانه مبينا أن المرأة لها طبيعة مختلفة عن الرجل، ويجب مراعاة ذلك فقال تعالى (أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين).
لذا يجب على المرأة أن ترفض المساواة المطلقة لأن فيها حطا وتقليلا من مكانتها التي أعطاها اياها الإسلام، فالرسول جعل حق المرأة والأم ثلاثة أضعاف حق الرجل الأب.. بل جعل القرب من الأم ورعايتها والبر بها من أسباب دخول الجنة. وكانت المرأة في الإسلام هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: «استوصوا بالنساء خيرا»، فانصحك يا أختي المرأة بألا تغتري بمن ينادون بالمساواة المطلقة إنها دعوة باطلة لامتهان المرأة وجعلها سلعة كما هي في الغرب وللأسف.
وأناشد الحكومة، إن كانت تريد أن تمنح المرأة مكانتها الالتفات الى مشاكل المرأة الحقيقية والسعي لحلها بدلا من هذه الدعايات الرخيصة لعمل المرأة والزج بها في كل مكان وكأنها مادة إعلامية تريد الحكومة من ورائها التكسب والمباهاة امام العالم بأننا لا نفرق بين الرجل والمرأة.. فاتقوا الله في النساء وكفّوا أيديكم عنهن رحمكم الله.
مبارك عليكم الشهر
نبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك، أعاننا الله وإياكم على الطاعات وإخلاص العمل فيه وأن يعيده علينا وأمة الإسلام ترفل في العز والتمكين.. اللهم آمين.
[email protected]