أستغرب من هذا التراشق الحاصل على خلفية مطالبة بعض النواب وزير الداخلية بممارسة واجبه في القبض على مجرم هارب منذ سنوات وقد أدانته المحاكم الكويتية ولكنه الآن يتخذ من العاصمة البريطانية مقرا له ليبث زندقته وأباطيله وطعنه في عرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث يصفها بالكفر والردة وأنها أول إرهابية في الإسلام! فهل يعقل أن يخرج لنا كائن من كان سواء نائب أو ناشط سياسي للدفاع عن هذا الزنديق المارق الذي يطعن بعرض نبينا صلى الله عليه وسلم ويكفّر أمهات المؤمنين اللاتي قال الله تعالى عنهن (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) فزوجات النبي صلى الله عليه وسلم هم أمهات المؤمنين للأبد بحكم القرآن وإنه من حفظ هيبة مقام النبوّة عدم ذكر أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه بسوء أو منقصة.
إن هذا المبطل المارق المجرم لا مذهب له ولا ينبغي لعاقل من المسلمين أن ينبري للدفاع عنه أو مهاجمة من يواجهون باطله ومنكره.
إن الفتنة تشتعل إذا انتشر المنكر وشاع الباطل ودنّس عرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم دون أن ينكر أو يتكلم أحد نصرة للحق ولسيد الخلق.
إنه من الواجب على كل مسلم أن ينكر المنكر دون النظر إلى فاعله فالحق أحق أن يُتّبع ولنا في أهل السنة والجماعة أمثلة كثيرة في إنكارهم على أهل الباطل والبدع وإن تسموا بأهل السنة، فهذا الإمام أحمد بن حنبل يقف ضد بدعة القول بخلق القرآن مع ان الدولة في عهده كانت سنية وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يؤلف الكتب والمؤلفات في إظهار الكثير من بدع وأباطيل أناس وعلماء ينسبون للسنة وهذا الإمام والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز يقف بقوة ضد أصحاب الأفكار الخارجية التكفيرية وينكر عليهم ويحذر من خطرهم منذ سنوات وقبل أن تظهر وتنتشر ظاهرة الإرهاب في السنوات الأخيرة.. ولعل إنكار علماء السنة على القارئ الكلباني في الآونة الأخيرة عندما أفتى بجواز الغناء هو أكبر دليل على ان أهل السنة والجماعة هم أتباع حق ولا يتعصبون لأبناء مذهبهم إن كانوا على الباطل والبدع.
لقد قام الكثير من أبناء الطائفة الشيعية بالكويت بالتبرؤ من المجرم ياسر الحبيب، مثل النائب حسين القلاف، والأستاذ علي المتروك وغيرهما، مما يدل على ان هذا المجرم لا يمثل الشيعة في زندقته وطعنه في عرض الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى بعض الأعضاء الذين انبروا للدفاع عنه لمكاسب انتخابية أن يكونوا على قدر من الشجاعة ويصرحوا برأيهم في هذا المجرم وما يتبنّاه من آراء وكفريات وعدم التحدث بعموميات القصد من ورائها التكسب السياسي.
إن نصرة الدين والذَّب عن عرض الرسول صلى الله عليه وسلم هما واجب كل مسلم سنيا كان أو شيعيا وهذه المسألة من الثوابت والمسلّمات التي لا ينبغي الجدال فيها أو تجييرها على أساس خلاف مذهبي.. لأن الكفر والباطل لا مذهب لهما.
ولنتذكر قول الحق تعالى (إلا تنصروه فقد نصره الله) وقال تعالى (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما).
[email protected]