الاعتداء الذي تعرضت له قناة «سكوب» مرفوض ولا احد يقبل به، وفي نفس الوقت لا احد يرضى بما قامت به القناة من اهانة وطعن في الاشخاص والعوائل الكويتية، ناهيك عما اذا كان الطعن في أحد فروع الاسرة الحاكمة.
لا اريد ان افصّل في هذا الموضوع لانه بديهي وقد تناوله الكثير من الكتاب والمحللين، ولا يختلف احد على ادانة ما قامت به القناة وكذلك ادانة الاعتداء عليها ايضا.
ان ما لفت انتباهي في برنامج «زين وشين» الذي يقدمه الاخ طلال السعيد، عندما تكلم وهو غاضب من توجيه النيابة العامة تهمة قلب نظام الحكم لشقيقته، قوله وهو يخاطب الحكومة: أهكذا تعاملون «الموالين لكم» وتخضعون للمعارضة لتكسبوا رضاهم؟
ان تقسيم الشعب الكويتي الى موال ومعارض هو تقسيم جديد وهو في غاية الخطورة وما اراه الا امعانا في تمزيق المجتمع الكويتي، أفلا يكفينا تمزقا طائفيا وقبليا ومناطقيا حتى يظهر علينا هذا التقسيم الغريب الذي لا ضابط له؟!
ان تصوير من يعارض سياسة الحكومة الخاطئة او يتكلم عن تجاوز صارخ او محسوبية في التعيينات او تطاول على المال العام بأنه غير موال، هو منطق اعوج وقصور في الفهم، وكذلك من هو الموالي في نظركم وما المعايير والضوابط لهذا المسمى؟! هل قناة «سكوب» وملاكها الذين استهزأوا من الحكومة ورئيسها ومن اعضاء مجلس الامة ورئيسه ومن التيارات الاسلامية ورموزهم وسخروا حتى من الشعائر الاسلامية كالنقاب في برنامجهم «صوتك وصل»، هل كل هذا يصدر عن الموالين؟! هل المطلوب من الحكومة ان تضع هذا المعيار الباطل والفاسد في التعامل مع الناس وتطبيق القانون عليهم؟ هل الرسالة التي تريدون ايصالها للحكومة أننا نحن ربعكم ونحن الموالون لكم نفعل ما نشاء ونتجاوز ونشتم ونثير الفتن ويجب عليكم حمايتنا وعدم تطبيق القوانين علينا؟! اما من وصفوهم بالمعارضة فهؤلاء عليكم بهم وحمروا العين عليهم وطبقوا عليهم كل الانظمة والقوانين، ولا تتهاونوا معهم.
اننا ولله الحمد، كلنا موالون لله والرسول صلى الله عليه وسلم والدين، ثم موالون لوطننا واميرنا، ولا نقبل بمخالفة النظام والقوانين، كذلك لا نرضى الطعن في الناس وشتمهم والاستهزاء بهم، كما اننا لا نقبل على انفسنا ان نتزلف ونتملق وننافق المسؤولين واصحاب القرار حتى نكون من الموالين، بهذا المفهوم الفاسد.
ان «الموالون» كلمة نقيضها المعادون والمناوئون، اما المعارضة فلا يجوز اطلاقها على انها نقيض للموالاة، فالولاء للوطن هو الحرص على وحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي والسعي الحثيث للنصح والارشاد والتوجيه للمصلحة العامة، اما الولاء الذي مفهومه الرضوخ والخنوع للخطأ ومدح الفاسدين والرضا بما يفعلون فهذا الولاء لا نريده ونتركه لغيرنا.
[email protected]