أثار تصريح بعض النواب فيما يخص الاحداث في تونس وخلع الطاغية زين العابدين بن علي حفيظة الكثير خاصة فيما يتعلق بتشبيه الواقع التونسي بالوضع في الكويت وعلى الرغم من تنويه بعض النواب ومحاولة بيان وتوضيح تصريحاتهم الا ان وسائل الاعلام قد طارت بهذه التصريحات ومن قبلها نواب الحكومة الذين «ما صدقوا» ان يجدوا شيئا ضد نواب المعارضة حتى يستطيعوا التغطية على جريمة تعذيب وقتل المواطن محمد غزاي المطيري من قبل رجال مباحث الداخلية، وإحقاقا للحق يجب ان نؤكد اننا في الكويت، ولله الحمد بخير ونعمة وأمن وأمان ولا يجوز مقارنتنا بتونس او اي دولة توصف بأنها قمعية او ديكتاتورية، فعلى الرغم من سلبيات الحكومة الكثيرة واخفاقاتها الكبيرة الا انها لا تصل الى ذلك الحد من الطغيان والظلم، ولاننا في الكويت لنا طبيعة خاصة بنا لا تتوافر في كثير من بلدان العالم، وهي اجماع الكويتيين على حكامهم بقناعة ومحبة ولا يخطر ببال احدنا مطلقا اي تفكير سلبي تجاههم، ولكن هذا لا يمنع من ان نتعظ من تجارب الغير ونستفيد مما يحدث بالعالم بما يعود علينا بالنفع والفائدة والرقي والتقدم، كما انه ليس بالضرورة عندما نقول اننا يجب ان نستفيد مما حصل في تونس او غيرها اننا مثلهم، فهذا غير لازم، والقرآن الكريم مليء بالآيات التي نهت المؤمنين عن ان يكونوا كالكفار والمفسدين وليس بالضرورة ان ذلك يعني أنهم كذلك، وقد قال الله تعالى في سورة آل عمران (يأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الأرض او كانوا غزى...) ففي هذه الآية نهانا الله عن ان نتصف بصفات الكفار ولا يعني بذلك اننا مثلهم او منهم، وهذا الامر مفروغ منه ولكن يجب علينا ان نحارب الظلم ونقاوم القمع ونستأصل الشر من جذوره ومنعه من بداياته، خاصة عندما مرت علينا احداث الصليبخات من ضرب وهدر كرامات المواطنين وما صاحب ذلك وللاسف من تشويه للحقيقة من قبل اجهزة الاعلام الحكومية وقياديي وزارة الداخلية، وما لبثت هذه الحادثة ان تنتهي حتى جاءت قضية تعذيب مواطن كويتي حتى الموت وما تبع ذلك من طمس للحقيقة ومحاولة اخفائها وتشويهها، كما جاء في بيان الداخلية الذي تلاه الوزير في مجلس الامة الاسبوع الماضي كل ذلك يثير مخاوف وهواجس من ان الحكومة بدأت تسلك نهجا جديدا في استخدام العنف والقسوة وانتهاك كرامات الناس بحجة عودة الهيبة وتطبيق القانون، ان الامان والاستقرار يكونان بترسيخ مبادئ الحق والعدالة واقامة الدين الحق ونبذ كل اشكال الظلم والاستبداد، بمثل هذا تستقر الدول وتنعم الشعوب وتطمئن.
وقال الله تعالى (الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)، حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وجعلها على الدوام دار أمن وأمان.
[email protected]