ظهر المخفي وانكشف المستور وما كان ظنا بالأمس اصبح يقينا اليوم وهذا ما كشفه التصويت على إحالة استجواب الوزير الشيخ احمد الفهد الى اللجنة التشريعية وانقلاب اعضاء الحكومة وتصويتهم ضد الاحالة والتأجيل أسبوعين فقط مع انهم قبل اسبوعين وافقوا على تأجيل استجواب الرئيس لمدة سنة ولو طلب اكثر لوافقوه ايضا.
ان ما حصل ليس مجرد تصويت بقدر ما هو صراع داخل الحكومة بدأ بالظهور على السطح فهؤلاء النواب ينظر اليهم الشعب الكويتي على انهم نواب الحكومة ويأتمرون بأمرها في غالب تصويتاتهم وانهم لم يصوتوا ضد هذا الطلب البسيط الا بإيعاز حكومي يقصد منه احراج الوزير الشيخ احمد الفهد وارسال رسالة له بأن هذه المجموعة من النواب من الممكن ان تصوت ضدك في كتاب طرح الثقة وبالتالي سيكون موقف الوزير الشيخ احمد الفهد في غاية الاحراج وستكون الحسبة صعبة جدا فهو امام امرين اما ان يواجه هذا الامر ويجازف بمستقبله السياسي وإما أن يخضع للأمر الواقع ويحاول ان يقدم التنازلات حتى يكسب دعم وتأييد الرئيس له او يقدم استقالته، وجميع الخيارات صعبة جدا. لقد ثبت لنا يقينا ان حالة التأزيم والشلل التي تصيب البلاد ليس سببها بعض اعضاء مجلس الامة كما هو ظاهر وانما صراع الرؤوس داخل مجلس الوزراء وتحريك كل منهم الاعضاء المحسوبين عليه لضرب الآخر واسقاطه.
ان هذا الخلاف في منتهى الخطورة وقد يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها اذا ما ترك ولم يتم احتواؤه، لذلك من كان يعتقد أن مجلس الامة كمؤسسة تشريعية هو سبب المشاكل فهو مخطئ ولكن السبب الحقيقي هو ذلك الصراع الخفي بين الاقطاب والذي يلقي بظلاله على مجلس الامة ويؤثر تأثيرا مباشرا على الوضع العام بالبلاد.
أتوقع ان المقبل من الايام سيشهد احداثا ومفاجآت كثيرة وستتكشف امور اخرى لم نكن نتوقعها وسيقوم كل طرف بالانتصار لنفسه ومحاولة إفشال الآخر، وفي النهاية من سيدفع ثمن هذا التناحر والصراع هو الكويت فأرجوكم حلوا مشاكلكم فالكويت أهم من الجميع.
[email protected]