الخميس الماضي ليلة الجمعة كانت نهاية رحلة شيخ جليل مع الحياة الدنيا انه أبومعاوية عبدالله السبت، هذا الشيخ الذي أفنى عمره في خدمة الدين والدعوة إلى الله لقد كان أبومعاوية أبا وأخا لغالبية السلفيين فقد كان من القلائل الذين أسسوا الدعوة السلفية في الكويت منذ أكثر من أربعين سنة ثم انطلق بهذه الدعوة المباركة لينشرها في دول وبلدان كثيرة، ان من يعرف أبومعاوية يجده من القلائل الذين يحملون همّ الدعوة ويعطيها وقته وماله وصحته وكل شيء، لقد كان أبومعاوية شعلة من النشاط لا تنطفئ في العمل الدعوي حتى عندما انتقل من الكويت الى الإمارات واستقر بالشارقة أنشأ مقرا دعويا عبارة عن بيت قديم يعرف بالمكتبة يأوي اليه الدعاة من كل العالم على الرغم من امكانيات هذا المقر المتواضع الا انه كان عامرا بالعلم والدعاة وعمل الخير والمشاريع الدعوية لجميع دول العالم.
لقد كان يفد إلى الشيخ في هذا المقر الدعاة من جميع دول العالم من أفريقيا وجنوب شرق آسيا وروسيا والدول العربية، حيث كانوا يجدون في الشيخ الموجه والناصح والمعلم، حيث تميز الشيخ أبومعاوية بغزارة العلم وسهولة وبساطة الأسلوب، وكانت لديه القدرة على ايصال العلم بطريقة يسيرة وسهلة حتى أحبه عوام الناس قبل طلبة العلم والدعاة.
إن سرد مآثر الشيخ في هذا المقال القصير فيه ظلم وبخس بحقه ولكن حسبنا الإشارة إلى بعضها لعلها تؤدي إلى الفائدة.
أصيب الشيخ بمرض عضال عانى منه كثيرا ولكنه لم يمنعه من حمل هم الدعوة والدين فقد كان في أواخر أيامه وقد تمكن منه المرض يقول لأحد الاخوة في المستشفى: لماذا لا تجمع لنا المرضى لنعطيهم درسا دينيا لعلهم يستفيدون، رحم الله أبومعاوية فقد كانت الدعوة هي همه والهواء الذي يتنفسه فرحل ولكنه باق في قلوبنا فهو استاذنا وتعلمنا على يديه العلم النافع وأصول الدعوة الى الله، فجزاه الله عنا خير الجزاء وجعل الجنة مثواه، ان من واجبنا ووفاء لهذا الشيخ الجليل أن نخلد ذكراه عن طريق طباعة مؤلفاته وننشر علمه النافع لعل ذلك يكون معه ما بقيت هذه الدنيا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث» وذكر منها «علم ينتفع به».
ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبومعاوية لمحزونون.
[email protected]