حضرت قبل يومين لقاء قوى المعارضة في ديوانية العم أحمد السعدون وقد كان النقاش يدور حول كيفية مواجهة إصدار مراسيم ضرورة خاصة فيما يخص تعديل نظام التصويت بمخالفة صريحة وصارخة للمادة 71 من الدستور التي تشترط وجود حدث طارئ لاصدار مثل هذه المراسيم وقد أسهبت في مقالات سابقة في الحديث عن خطورة هذا التوجه وانه سيدخلنا في نفق مظلم لا يعلم مداه ومنتهاه إلا الله.
لقد صدق توقعي عندما كنت أسمع كلمات أعداد كبيرة من الحضور الذي كان متنوعا من نواب سابقين وتجمعات شبابية وتيارات سياسية وقوى وطنية الكل كان يتكلم بلغة واحدة هي الاستعداد لمواجهة العبث بالدستور ولو كلف الكثير.
لن أتطرق أو أناقش مدى جدوى هذه التوجهات أو رأيي بها ولكن الأهم من ذلك لماذا وصلنا الى هذه المرحلة؟ لماذا الاصرار على مخالفة الدستور؟ لماذا عدم الامتثال لقرار المحكمة الدستورية التي حصنت قانون الانتخاب الحالي؟ لماذا عدم احترام إرادة الأمة التي قالت كلمتها فيمن يمثلها في 2/2/2012؟ لماذا تغل يد الشعب الكويتي عن المشاركة في وضع قانون الانتخاب وفقا للدستور؟ لماذا التحدي وعدم الاكتراث لأصوات غالبية الشعب الكويتي والتيارات السياسية والقوى الوطنية التي تنادي باحترام الدستور وهو العقد بين الحاكم والمحكوم؟ لماذا المواجهة والتأزيم والصدام في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة؟ لماذا تجاهل أصوات العقلاء والحكماء الذين ينصحون باحترام الدستور وأحكام القضاء؟ أكاد أجزم بأن صدور مرسوم ضرورة بتغيير نظام التصويت خلافا للدستور سيجر علينا فتنا نسأل الله ان يجيرنا منها ويحفظ بلدنا من شرها.
إنني أكتب هذا المقال وقلبي حزين على الوضع الذي ستؤول له الأمور في القادم من الأيام.
قلبي على وطني من أحداث ستعصف به، قلبي على وطني من فتن قد تأكل الأخضر واليابس، قلبي على وطني أن تتوجه أيادي الكويتيين لضرب بعضها البعض بدلا من أن تتكاتف أياديهم لبناء هذا الوطن الغالي.
إن الأمل بالله كبير أن يجيرنا شر الفتن، وكذلك في القيادة السياسية أن تنحاز للحق وللشعب الذي برهن على مدى السنين على إخلاصه وولائه لأرضه وحكامه.
[email protected]