سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك التقى مؤخرا رؤساء تحرير الصحف اليومية، وقد توقفت عند الكثير من العبارات التي صرح بها سمو الرئيس ووجدت نفسي ملزما بالرد عليها وتفنيدها إحقاقا للحق وللتاريخ الذي لن يغفر لنا سكوتنا عن الكثير من هذه التصريحات التي أرى فيها الكثير من النقص أحيانا وعدم الحيادية أحيانا أخرى وإخفاء الوقائع والحقائق تارة أخرى.
لقد استوقفتني عبارة سمو الرئيس عندما قال ان كتلة الأغلبية لم تكن موفقة بل ولمز هذه المجموعة النيابية بقوله «ما يسمى» وذكر عبارة واسعة فضفاضة ولم يشرح ويفصل ويفند الكيفية التي لم توفق فيها الأغلبية، فالعموميات سمو الرئيس لا تعبر عن الحقيقة بل أحيانا تلبس على الناس ما هو حقا لأننا وقفنا معك وتعاونا لا لشيء إلا من أجل الكويت والمصلحة العامة، قبلنا بالتعاون معك على الرغم من رفضك إعطاء الأغلبية تمثيلا في الحكومة يتناسب مع عدد هذه الكتلة المكونة من 35 نائبا حيث عرضت عليها مقعدين فقط وعرضت على كتلة نيابية أخرى مكونة من نائبين فقط حقيبة وزارية فهل هذا أسلوب تعامل وعدالة وإنصاف سمو الرئيس؟ ومع ذلك لم نقبل بهذا العرض الهزيل ولكننا أكدنا لك أننا سنتعاون مادامت الحكومة تنتهج طريق الإصلاح والتنمية حتى ولو لم نكن ممثلين بها.
لقد تعاونا معك ووقفنا الى جانبك عندما قدم النائب صالح عاشور استجوابا لك في بداية المجلس ولم يكلفك هذا الاستجواب شيئا كما كان يفعل سلفك وأنت تعلم ان وقوفنا كان من أجل الاستقرار والانجاز وتوفير جو مناسب للتنمية ومع ذلك لم تذكر هذا للأغلبية بل وقفنا مع الناطق الرسمي لحكومتك ووزير الإعلام عند استجواب النائب القلاف له وكذلك وقفنا معك عند استجواب نائبك الأول ووزير الداخلية، كل ذلك من أجل المصلحة العامة دون مساومات.
لقد حرصت الأغلبية على التعاون مع الحكومة والتفاهم معها في الكثير من أعمال المجلس وخاصة القوانين ولجان التحقيق، فغالبية القوانين التي أصدرها مجلس 2012 في عمره القصير كانت بتوافق وتنسيق مع الحكومة مثل قانون المشاريع الصغيرة والمتوسطة وقانون هيئة حماية المنافسة وكسر الاحتكار وقانون جامعة جابر وقانون محفظة الطالب وقانون تخفيض مدة الحبس الاحتياطي وقانون تغليظ العقوبة على المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم، كذلك كانت غالبية لجان التحقيق بالتنسيق مع الحكومة وموافقتها خاصة لجنتي التحقيق في الايداعات والتحويلات التي جاءت بمباركة حكومية، وقد ختم هذا التعاون والتفاهم في اللقاء الأخير الذي جمع سموك مع رئيس مجلس الأمة وتم التفاهم والتنسيق على الكثير من القضايا والقوانين العامة وقلت عبارتك الشهيرة بعد المقابلة «إن الأمور زينة».
إذن بعد كل هذا التعاون والتنسيق يا سمو الرئيس تقول ان الأغلبية لم تكن موفقة، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!
لقد ورد في لقاء سمو رئيس الوزراء الكثير من العبارات التي لا يمكن تجاوزها ولكن لا يتسع المجال للرد عليها، ولكن نذكرها على سبيل الايجاز مثل قوله «التبس على الناس كيف تذهب الحكومة لـ «الدستورية» ثم تتراجع؟» وقولك «ان قانون الشركات لم يكن ضمن أولويات المجلس» وهذا مخالف للحقيقة بل أنجزته اللجنة وسيقره المجلس قبل الاجازة، كذلك تشبيهك مرسوم الصوت الواحد المخالف للدستور بقانون المرأة الذي أقره المجلس بقانون ورفض مرسوم الضرورة قبله.
اننا نكتب هذا المقال يا سمو الرئيس للتاريخ وللأجيال القادمة، لقد تعاونا معك ومددنا أيدينا اليك من أجل الكويت والمصلحة العامة ولكن للأسف قابلت ذلك بالهجوم علينا.
[email protected]