عبداللطيف عبدالوهاب العميري
تعتبر الكويت من أكثر الدول العربية والإسلامية من حيث صفاء المعتقد والابتعاد عن مظاهر الخدش في العقيدة والتوحيد، فلا تجد بالكويت بدعا ظاهرة ومستفحلة ولا مظاهر شركية او خرافات، بل ان أكثر الشعب الكويتي نجدهم على الفطرة السليمة والعقيدة الصافية، فالكويتيون لا يعرفون الطواف بالقبور او التوسل بالأولياء والأموات من دون الله او الإيمان بالأحجار والجمادات على انها تنفع وتضر، وكذلك لا ينتشر بالكويت السحرة والمشعوذون والدجالون كما في كثير من الدول العربية والإسلامية، كذلك تجد الكثير من أهل الكويت لا يحلف بغير الله، على خلاف الكثير من المسلمين الذين يحلفون بغير الله كالنبي والصالحين والآباء وغير ذلك، كما تجد ان كثيرا من السنن النبوية والشعائر الإسلامية منتشرة - ولله الحمد - مثل صلاة الجماعة وحلقات تحفيظ القرآن وتفطير الصائم وإحياء ليالي رمضان بالقيام ومصليات العيد والحماس لأداء الحج والعمرة وغير ذلك كثير مما جبل عليه هذا الشعب الطيب.
والتوحيد يقصد به إفراد الله بالعبادة والإخلاص له سبحانه والاستسلام لله بأنه هو المعبود والمستعان والمقصود في كل حاجة وأمر لا سواه سبحانه ولا نشرك به شيئا، فما خالف ذلك كان خدشا في التوحيد، فعندما يعتقد المسلم أن مخلوقا او جمادا يستطيع ان يقضي حاجاته وينفعه ويضره من دون الله فهذا قد أخل بالمعنى الحقيقي للتوحيد وبالتالي لن يتحقق له ما أراد وضل الطريق الى الله وهو سبحانه الذي نستعين به مرارا في كل يوم عند قراءتنا للفاتحة بقولنا (إياك نعبد وإياك نستعين).
لذا كان من المستغرب والمستهجن ان تثور ثائرة البعض على مناهج التربية الإسلامية لوزارة التربية لأنها تحث على الاستعانة بالله وحده أو تبين ان سبّ الصحابة إثم وذنب عظيم فهل يريدون ان يستعين الناس بغير الله كالأموات والجمادات وغيرها؟! او ان يكون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم غرضا لكل جاهل وحاقد يسبهم وينتقص منهم؟! ان شيئا من ذلك لن يحصل بإذن الله وعلى الجميع ان يكونوا حراسا للعقيدة والتوحيد الخالص الذي هو دين غالبية أهل الكويت.
كما لا يفوتني ان أوجه رسالة للإخوة اعضاء مجلس الأمة وأقول لهم ان المساس بالعقيدة والتوحيد هو الخط الأحمر الذي لا يجوز الاقتراب منه، وانه أهم القضايا على الإطلاق، فالدفاع عن الثواب الإسلامية والتوحيد هو أسمى الغايات وأنبل الأهداف، ولتذهب الحسابات السياسية اذا كان الموضوع يتعلق بتوحيد الخالق العظيم وسلامة المعتقد وصيانة التوحيد من كل شائبة، فالضر والنفع بيد الله وحده، قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).