عبداللطيف عبدالوهاب العميري
في كل المجتمعات تكون هناك آراء ووجهات نظر وتباين بين مكوناتها، وتنتهي بظهور العقلاء والحكماء ليضعوا النقاط على الحروف ويضبطوا الأمور ويقودوا المجتمع ويحموه من ان يدمره كل سفيه وجاهل.
وفي هذه الأيام تفوح – وللأسف - رائحة الخلافات الطائفية والتي يثيرها آحاد ونفر قليل لا يمثلون إلا أنفسهم ولكنهم يستغلون العواطف ويهيجون المشاعر الدينية عن طريق الأكاذيب وتهويل الأمور والطعن في النوايا حتى يحققوا مآربهم، فالطائفية لا تأتي على مجتمع إلا ودمرته وأحرقته، والفتنة نائمة لعن الله موقظها.
وقد ظهر لنا في السنوات الاخيرة من يزعم انه سيد ووكيل للمراجع وينهج طريق الفتنة ويغرس بذور الطائفية بلا مبرر أو مسوغ حقيقي ولا ادري ماذا يريد هذا الرجل عندما يثير في هذا الوقت موضوع المناهج المقررة منذ سنوات؟ ثم يأتي ويتهجم على احد كبار أئمة أهل السنة والجماعة وهو شيخ الإسلام ابن تيمية، بل يتمادى بوصفه بالتكفيري وان أتباعه تكفيريون يجب إخراجهم من البلاد وهو يقصد غالبية أهل الكويت الذين يقدرون هذا الإمام ويجلّونه، بل هو الذي برر الاعمال الإرهابية في الكويت ووصفها بأنها أعمال وطنية، بل حتى الديون على العراق شذ برأيه وطالب بإسقاطها، فلا ادري ماذا يريد ولماذا في هذا الوقت؟ هل هي نشوة الفوز في انتخابات مجلس الأمة بمقاعد إضافية للشيعة مع انه في مجلس 1975 كان للشيعة مقاعد أكثر من الآن ولم يفعل احد مثله، أم أن علاقاته الحميمة والوطيدة بأطراف حكومية مؤثرة تشجعه على ذلك، أم ان الأوضاع الإقليمية والسياسية تدفعه الى هذا؟ لا أدري.
ولكن لنا ان نتساءل: أين العقلاء من الشيعة - وهم كثر - مما يقوله ويثيره هذا الرجل ولماذا السكوت عنه؟ مع علمي بأن الكثير منهم لا يوافقه على ما يقول، وهل من المصلحة ان يكون هناك اصطفاف طائفي من الطرفين؟ ومن المستفيد؟ والى ماذا سيقودنا ذلك؟
ان تباين الآراء والخلافات يواجه بالحجة والبيان والدليل دون تجريح بأحد أو طعن بالنوايا او التخوين او ما شابه ذلك، فيا عقلاء تدخلوا فالبلد لا يحتمل مثل هذه الفتن، فما عندنا من مشاكل في الكويت وهموم للمواطنين يكفينا.
فلننتهِ لأجل الكويت وأهلها.
مجلة «الفرقان» تميزت على مدى عشرين عاما بالتوسط والاعتدال والسعي لنشر المنهج الصحيح القائم على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
فأقول للقائمين عليها: بارك الله في جهودكم، ولا تضيركم الأصوات النشاز وبعض الجهلة ومثيرو الفتن، فلا يصح إلا الصحيح.