عبداللطيف عبدالوهاب العميري
التطرف باللغة هو الوقوف على طرف واحد وهو عكس التوسط والاعتدال فكل من اعتد برأيه واحتكر الحقيقة وحارب من يخالفه فهو متطرف ولا علاقة لذلك بالدين أو الإسلام فهذا المفهوم واسع وكل من ينطبق عليه هذا الوصف فهو متطرف، وهذا المعنى يحاول خصوم الإسلام من ليبراليين وتغريبيين إخفاءه عن الناس وإلصاق التطرف فقط بالإسلام والمتدينين تعمدا منهم في التشويه وتماديا في الخصومة والكراهية لهذا الدين .
فالمتطرفون الليبراليون والتغريبيون هم اشد خصومة وتطرفا من غيرهم بل تضيق صدورهم ذرعا بالرأي الآخر ولا تقبله ولا أدل على ذلك مما جاء في افتتاحية صحيفة القبس قبل أيام عندما كشر كاتب المقالة عن أنيابه واظهر مدى تطرفه وتزمته وانحرافه الفكري الإقصائي عندما أراد ان يحذر من الطائفية فنسيها واخرج ما هو مكنون في صدره من حقد على الإسلام والصحابة وكرهه لكل ما يمت بصلة للتعاليم الشرعية الربانية بل تعدى به ذلك التطرف الى إلصاق مشاكل البلد المزمنة بالاهتمام بالقرآن وحفظته وافتتاح الخطابات الأميرية باسم الله والذي يعتبره الكاتب سبب تخلف (سبحانك هذا بهتان عظيم) فأصبح اسم الله يزعجهم ويقض مضاجعهم قال الله تعالى (واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ..) فالانزعاج من اسم الله من صفات من لا يؤمن بالآخرة والعياذ بالله وليس من صفات المسلمين.
وقد بلغ الغلو في العداء بكاتب المقال الى حد الإنكار على المسؤولين الذين يضمنون خطاباتهم آيات قرآنية من كلام العزيز الحكيم فأصبح كلام الله والاستشهاد به جريمة وسببا في التخلف والتراجع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وزيادة على ما ذكر دأب ذلك المتطرف في مقالته على اخفاء وبتر الحقائق إمعانا منه في التضليل وتماديا في الخصومة عندما استشهد بالمادة الأولى من الدستور بأن الكويت دولة عربية أي لا علاقة لها بالإسلام متناسيا ومتغافلا عن المادة الثانية من الدستور والتي تنص على ان دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع مع العلم بأن هذا الدستور هو بإمضاء أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم رحمه الله، بل ذهبت تلك الافتتاحية الى تحريض السلطة على الإسلاميين والمتدينين والمحافظين من أهل الكويت سعيا منه الى إقصاء الآخر ومحاربته وقمعه بالقوة والعنف فأي تطرف وغلو يريد هذا الكاتب ان يدفعنا إليه؟!
خلاصة القول ان ما جاء في هذه الافتتاحية من مغالطات وتحريض واعتداء على الثوابت الشرعية يجعلنا نواجه هذه الجهالات بالحجة والدليل والبينة وهو ما لا يملكه صاحب المقالة سيئة الذكر وسأقوم في مقالات قادمة إن شاء الله بالرد بالتفصيل وبالأدلة على تلك الترهات والأباطيل وسنذب عن دين الله وثوابتنا الشرعية وصحابة رسولنا الكريم مادام فينا عرق ينبض وحسبنا في هؤلاء قول ربنا سبحانه في القرآن الحكيم (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ...).