عبداللطيف عبدالوهاب العميري
إن قرار مجلس الوزراء بتأجيل الدراسة يكشف لنا عن الكيفية التي تدار بها الأمور في هذا البلد.. فقبل أسبوع وزيرة التربية تصرح وفي مؤتمر صحافي بأنه لا تأجيل وأن هذا القرار(عدم التأجيل) لم يأت من فراغ بل نتيجة خطط مدروسة ومتابعة مفصلة، وبعد ذلك يظهر كالعادة محامو الحكومة وحلفاؤها من النواب بتصريحات التأييد للوزيرة والثناء على قراراتها، ولكن بعد ظهور حالات وإصابات بانفلونزا الخنازير بين طلبة المدارس الخاصة أصبح هؤلاء في موقف لا يحسدون عليه وأضحوا يصرحون على استحياء ضد الحكومة لحفظ ماء الوجه، وبعد ذلك يأتي كبير المحامين من النواب وهو خارج الكويت بتصريحات ضد الحكومة طالبا منها تأجيل الدراسة ومهددا الوزيرة بتحمل مسؤوليتها، وبعد يوم واحد من هذا التصريح تستجيب الحكومة لهذا التهديد القادم من الخارج وتنسف كل التصريحات السابقة لوزيرة التربية لخاطر عيون هذا النائب وكأن البلد يدار بشوره وأمره. فبالله عليكم هكذا تدار الأمور وبهذه الطريقة يتم التعامل مع قضية بهذا الحجم وهذه الخطورة؟! هل يبقى للحكومة وزن واعتبار عند الشارع الكويتي إذا كان نائب محسوب عليها وهو خارج الكويت يغير في قراراتها وبسرعة عجيبة؟! والغريب أن هذا النائب ومن على شاكلته استنكر على زملائه النواب عندما صرحوا بطلب التأجيل ووزعوا لهم التصنيفات المعلبة بأنهم نواب تازيم وتكسب سياسي ولكنهم صعدوا الموجة بعد ذلك ولحسوا تصريحاتهم.
هكذا تدار الأمور في البلد... وعاشت حكومة الإصلاح والتنمية!
تصريح الأخ رئيس مجلس الأمة بأن مكتب المجلس سينظر في إيقاف عمل لجنة التحقيق في الفحم المكلسن إن لم يكف رئيس اللجنة عن تصريحاته هو تصريح غريب بل هو سابقة لا ينبغي السكوت عنها لأن ما قاله الأخ الرئيس ليس له أي أساس في اللائحة الداخلية للمجلس والتي حددت المادة 39 منها اختصاصات مكتب المجلس ولم يرد أي شي في هذه الاختصاصات يعطي الحق لمكتب المجلس في اتخاذ مثل هذا الإجراء، ثم إذا كان هذا المنهج موجودا لدى الرئاسة على اعتبار أن اجتماعات اللجان سرية ولا يجوز التصريح عن هذه الاجتماعات فعليه يجب منع جميع الأعضاء في جميع اللجان من التصريح، وهذا غير ممكن لأن الرئيس لا يملك منع العضو من الكلام أو التصريح إلا في داخل قاعة عبدالله السالم أثناء دور الانعقاد.
أرجو أن يكون هذا التصريح غير مقصود لأنه لا يقوم على أساس قانوني أو دستوري وفيه قيود على أعضاء مجلس الأمة لا أساس لها في الدستور أو اللائحة.