عبداللطيف عبدالوهاب العميري
نشرت احدى الصحف قبل ايام بعض الصور لاماكن ومقاه ومطاعم تدار فيها الرذيلة والدعارة والمنكرات وقد اثار نشر هذه الصور حفيظة الكثير من اهل الكويت المحافظين بطبعهم والمتدينين بفطرتهم، اما بالنسبة لي فلم يكن الامر مفاجأة لعلمي بأن هناك اكثر من ذلك وبعلم ونظر الجهات الامنية والحكومية التي وللأسف لا تحرك ساكنا.
ان فساد الاخلاق هو اخطر انواع الفساد على الاطلاق بل هو اساس كل فساد سياسي واداري ومالي وحتى نسلط الضوء على هذا الموضوع الهام والخطير نلخصه في الآتي:
اولا: ان الفساد الخلقي وانتشار الرذيلة معصية للخالق سبحانه تستوجب العقوبة والعذاب لقوله سبحانه (ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم..).
ثانيا: ان وجود مثل هذه الاماكن مخالف لقوانين البلاد التي تجرم ادارة الاماكن للدعارة والفجور وعليه يجب على الحكومة ان تطبق هذه القوانين بكل صرامة وحزم.
ثالثا: يجب العلم ان هناك اكثر من جهة حكومية مسؤولة عن هذا النوع من الفساد وعلى رأسها وزارة الداخلية والتي هي على علم ودراية بكل هذه الاماكن وأكثر ولكن للاسف لا يوجد توجه لدى قيادتها لمكافحة ومنع هذه المنكرات، كذلك مسؤولية «البلدية» و«الشؤون» و«التجارة» قائمة في التصريح لهذه الاماكن المخالفة والتفتيش عليها كما لا يخفى علينا كثرة تأشيرات الزيارة لفتيات صغيرات السن يجلبهن اصحاب هذه الاماكن لجذب الشباب للرذيلة والفاحشة.
رابعا: على اعضاء مجلس الامة سن تشريعات تشدد العقوبة على هذه الجرائم وتسد جميع الثغرات في القوانين الحالية خاصة في تعريف الآداب العامة والفعل الفاضح واشكال الفساد الاخلاقي.
خامسا: الغائب الاكبر في هذه القضية هو لجنة الظواهر السلبية المختطفة والتي ثبت لنا الآن سوء نية من دخلها وهو غير مقتنع بها لا لشيء سوى تهميشها وابطال مفعولها، وإلا فما سر الصمت المطبق لرئيس ومقرر اللجنة عن هذه المنكرات الا اذا كانا يعتقدان ان هذه الرذائل ليست ظواهر سلبية؟!
سادسا: هناك مظاهر اخلاقية سلبية ووقحة يجب عدم اغفالها وهي ممارسة الفساد والمنكر في وسائل النقل خاصة السيارات والقوارب البحرية حيث يخرج الرجل والمرأة ويمارسان المنكر والفاحشة بالطريق وعلانية دون رادع من اخلاق او دين او قيم وعلى مرأى ومسمع من الجهات الامنية والتي للاسف لا تحرك ساكنا.
خلاصة الامر ان الفساد الاخلاقي يحتاج الى تضافر الجهود لمنع استفحاله والذي لو انتشر سيدمر شبابنا وبناتنا ومن ثم يفتك بكامل مجتمعنا، فهل نعي خطورة هذا الامر؟!